كشفت مصادر مقربة من أسرة الطبيبة وفاء المخلافي، تفاصيل مروّعة عن جريمة اغتيالها في العاصمة صنعاء، مؤكدين أنها جريمة تقطع وحرابة مكتملة الأركان، في ظل انفلات أمني متصاعد بمناطق سيطرة جماعة الحوثي الإرهابية.
وقال مصدر من أسرة الضحية إن الدكتورة وفاء كانت قد زارت شقيقتها في شملان عصر الخميس الماضي، وغادرت قبل المغرب عائدة إلى منزلها، لكنها توقفت في طريق العودة لاستلام حوالة مالية من أحد محلات الصرافة، وتعقّبتها عصابة مسلحة أثناء مرورها بحي النهضة.
وأضاف المصدر أن العصابة حاولت إيقافها بالقوة، لكن وفاء رفضت التوقف فلاحقوها حتى شارع وزارة الإعلام حيث أطلقوا عليها النار وأردوها قتيلة داخل سيارتها.
وأشار إلى أن العائلة فقدت الاتصال بها بعد المغرب، وهي ساعة يُمنع في عادات الأسرة التأخر بعدها خارج المنزل، مفيداً بأنه وبعد بحث مكثف عُثر عليها جثة هامدة داخل سيارتها، لتبدأ رحلة العائلة مع أجهزة الأمن الحوثية التي قالت إنها قبضت على أربعة من الجناة.
وشدّد المصدر على أن الأسرة تطالب بالقصاص العادل والإعدام مع التعزير كونها جريمة تمس أمن المجتمع وتزرع الرعب في شوارع العاصمة المختطفة صنعاء.
في المقابل، أصدرت جماعة الحوثي بيانًا عبر مركزها الأمني قدّمت فيه رواية مغايرة، زاعمة أن الجناة شخصان، وبعد اقتحام سياراتها قام أحد سكان الحي، ويدعى عبدالرحمن ماجد محمد السويدي، بإطلاق النار على السيارة، ما أسفر عن إصابتها بطلق ناري قاتل، في محاولة للتقليل من شأن الجريمة.
فيما وصفت مصادر أمنية البيان الحوثي بأنه محاولة لتضليل الرأي العام والتغطية على ضلوع عناصر تابعة لجهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة في الجريمة.
لم تتوقف المليشيا عند تزييف الحقائق، وأرسلت مشرفاً حوثياً إلى أبناء عم الضحية لتقديم شكر للأجهزة الأمنية الحوثية وتكرار روايتها، حيث ظهر المشرف متبجحا ومدعياً أن المجتمع في صنعاء يثق بالأمن.
وهاجم المشرف الحوثي من وصفهم بـ"المرتزقة" الذين قال إنهم يتباكون على الدكتورة وفاء، في تصرف يكشف استخفاف الحوثيين بدماء اليمنيين، متناسياً مئات الجرائم التي تحصل بشكل شبه يومي في مناطق سيطرة الحوثيين.
وأكدت مصدر من الأسرة أن العائلة مُنعت من الحديث للإعلام، وفيما بدت ملامح القهر واضحة على وجوههم أثناء التوضيح المزيف التي جاء به المشرف الحوثي.
ورغم بشاعة الجريمة، غابت موجة التضامن الواسعة التي اعتاد عليها ناشطو مواقع التواصل في قضايا أخرى، إذ اكتفى بعض الكتّاب بتفاعل خجول، فيما تجاهل آخرون الجريمة تماما، بعكس صخبهم المعتاد عندما تقع حوادث مماثلة في مناطق الشرعية.
ويكشف هذا الموقف عن ازدواجية في المواقف وصمت انتقائي تجاه الجرائم التي تقع تحت سلطة الحوثيين، والغريب أن يتم ذلك من قبل ناشطين وإعلاميين في مناطق سيطرة الشرعية ناهييك عن الصمت المفروض بالقوة على الناشطين والإعلامين في مناطق سيطرتها.
تابع المجهر نت على X
