إيران تعيد شهلائي إلى صنعاء لضبط بنية الحوثيين بعد الانكشاف الأمني (تفاصيل)

إيران تعيد شهلائي إلى صنعاء لضبط بنية الحوثيين بعد الانكشاف الأمني (تفاصيل)

أعادت إيران القيادي البارز في "فيلق القدس" عبدالرضا شهلائي إلى صنعاء، بعد عام من مغادرته، في خطوة وصفتها مصادر سياسية يمنية بأنها تحرك طارئ لإعادة الإمساك بزمام الملف الأمني والعسكري للحوثيين، عقب سلسلة الضربات الإسرائيلية التي قضت على قيادات رفيعة في الجماعة وأحدثت اختراقاً غير مسبوق في بنيتها الأمنية.

وذكرت المصادر إن طهران تسعى من خلال هذه الخطوة إلى سد الفراغ الاستراتيجي الذي خلّفه مقتل حسن نصر الله، وإعادة توجيه مركز ثقل نفوذها نحو اليمن، بعد تراجع حضورها في لبنان وسوريا.

ويعد شهلائي، المعروف لدى الحوثيين باسمَي "يوسف أبو الكرخ وحاج يوسف"، أحد أبرز مهندسي تطوير قدرات الجماعة، خاصة برامج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وكانت الولايات المتحدة قد رصدت مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى تحديد موقعه، كونه مدرج على قوائم الإرهاب، وذلك بعد نجاته من غارة أمريكية في الثالث من يناير 2020.

وبحسب مصادر أمنية، فإن الضربات الإسرائيلية الأخيرة استهدفت مواقع شديدة الحساسية ومخابئ سرية للحوثيين، والتي أسفرت عن مقتل رئيس حكومتهم وتسعة وزراء ورئيس أركان قوتهم، ما كشف الجماعة أمنياً وأفقدها صورتها أمام أنصارها.

هذا الانكشاف أطلق صراعاً حاداً داخل الجماعة بين مراكز النفوذ، أبرزهم علي حسين الحوثي المكلّف بتنفيذ خطة تطهير أمني اقترحها خبراء إيرانيون، وواجهت معارضة من القيادي عبدالله الرزامي، الذي يوصف بأنه دولة داخل الدولة، ويتمتع بنفوذ عسكري كبير جنوب صنعاء.

كما يبرز جناح ثالث يقوده عبد الكريم الحوثي ويدعمه جهاز الأمن والمخابرات برئاسة عبد الحكيم الخيواني.

وتضيف المصادر أن إيران تنظر إلى شهلائي باعتباره القيادي الذي سيقوم بضبط الإيقاع الحوثي، في ظل غياب حسن نصر الله، المرجع السياسي الأبرز لعبد الملك الحوثي.

وتشير إلى أن زعيم الحوثيين يمتلك الجرأة العسكرية لكنه يفتقر إلى الخبرة الاستراتيجية، وهو ما ساهم في تفاقم اختلالات داخلية وارتباك سياسي في إدارة الصراع الإقليمي.

وتؤكد التقييمات أن طهران تسعى لتحويل اليمن إلى مركز نفوذ أول لها في المنطقة، وأن نجاح مهمة شهلائي قد يعني انتقال ثقل المحور الإيراني إلى جنوب الجزيرة العربية، مستفيدة من هشاشة البنية الأمنية والسياسية داخل الجماعة رغم مظاهر تماسكها الخارجي.