سلطت صحيفة "التايمز" البريطانية، الضوء على تحركات متسارعة يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، لإعادة رسم مستقبل اليمن على أساس الانقسام، في ظل سعيه المعلن للحصول على اعتراف دولي بدولة مستقلة في الجنوب، بعد تأكيد قياداته أن وحدة عام 1990 “انتهت إلى غير رجعة”.
وبحسب التقرير، أبلغ مسؤولون في المجلس الانتقالي دبلوماسيين غربيين وأعضاء في مجلس الأمن الدولي، خلال الأيام الماضية، بأن اليمن لن يعود دولة موحدة، وأن المجلس يهيئ لإعلان دولة جنوبية مستقلة على حدود ما قبل الوحدة.
ويأتي هذا الحراك السياسي مدفوعًا بتقدم ميداني لافت حققه المجلس، المدعوم من دولة الإمارات، عبر إحكام سيطرته على عدن في وقت سابف وعدد من المحافظات الجنوبية والشرقية، بما في ذلك مناطق غنية بالنفط في حضرموت والمهرة.
وفي موازاة التحركات الميدانية، يعمل المجلس على تسويق مشروعه خارجيًا، في محاولة لكسر التحفظات الدولية، رغم ما يواجهه من رفض سعودي ودعم غربي محدود.
في هذا السياق، كشفت الصحيفة عن إرسال قيادات في المجلس وفدًا للقاء مسؤولين إسرائيليين، لبحث ما وصفه بـ"قضية مشتركة" في مواجهة جماعة الحوثيين.
وأشار التقرير إلى أن المجلس يراهن على الإدارة الأمريكية لا سيما الرئيس دونالد ترامب، في ظل مساعيه لتوسيع اتفاقيات "أبراهام"، حيث نقلت الصحيفة عن مصادر أن المجلس أبدى استعداده للاعتراف بإسرائيل مقابل اعتراف دولي باستقلال الجنوب.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقات داخل التحالف الإقليمي الداعم للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا تباينات متزايدة، إذ تتمسك السعودية بخيار وحدة اليمن، بينما يُنظر إلى الدعم الإماراتي للمجلس الانتقالي باعتباره جزءًا من استراتيجية نفوذ إقليمي.
ورغم نفي أبوظبي وجود خلافات، فإن محللين يرون في صعود المجلس إشارة واضحة إلى تصدع المواقف داخل التحالف.
في المقابل، حذرت الحكومة اليمنية من أن تحركات المجلس تقوض فرص السلام الهشة، فيما يرى منتقدوه أن تقسيم البلاد سيصب في مصلحة الحوثيين، الذين يرسخون نفوذهم في الشمال.
وعلى الرغم من إعلان المجلس نيته مواجهة الحوثيين، فإنه أقر في جلسات مغلقة بحاجته إلى دعم جوي أمريكي أو دولي لإنجاح أي عملية عسكرية.
ويخلص تقرير "التايمز" إلى أن اندفاع المجلس الانتقالي نحو فرض واقع الانقسام داخليًا وخارجيًا، يضع اليمن أمام مرحلة أكثر تعقيدًا، مع تصاعد المخاوف من أن يؤدي تفكك المعسكر المناهض للحوثيين إلى إطالة أمد الصراع وتقليص فرص التوصل إلى تسوية سياسية شاملة.
تابع المجهر نت على X
