تتجه الأوضاع في محافظتي حضرموت والمهرة نحو مرحلة جديدة من إعادة الضبط المؤسسي والعسكري، في ظل معلومات مؤكدة عن قرارات رئاسية مرتقبة خلال الساعات القادمة، تقضي بإقالة قيادات عسكرية بارزة متورطة بالأحداث الأخيرة بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين وإحالتهم إلى التحقيق، في إطار خطوات تهدف إلى تعزيز سلطة الدولة واحتواء التداعيات الأخيرة.
وبحسب مصادر مطلعة، تشمل القرارات المرتقبة إقالة اللواء الركن طالب سعيد بارجاش قائد المنطقة العسكرية الثانية بمدينة المكلا، واللواء محسن مرصع قائد محور الغيضة بمحافظة المهرة، وعدد من المسؤولين الحكوميين ممن أيدوا تحركات الانتقالي، على أن تترافق هذه الإجراءات مع ترتيبات عسكرية وأمنية منظمة لإعادة الانتشار وفرض الاستقرار.
وفي السياق، شهدت المناطق الحدودية الشرقية انضمام ألوية من قوات الطوارئ العسكرية التي خضعت لتدريبات مكثفة في السعودية، إلى تشكيلات قوات "درع الوطن" المتمركزة في منفذ الوديعة ومنطقة العبر، ضمن خطة لإعادة هيكلة الانتشار العسكري وضمان حماية المدنيين وتأمين المرافق الحيوية.
سياسيًا، أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أن تدخل تحالف دعم الشرعية جاء بناءً على طلب رسمي من القيادة اليمنية، مثمنًا الاستجابة السريعة للتحالف لحماية المدنيين والحفاظ على الأمن.
وشدد العليمي على ضرورة انسحاب قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة، وتسليم المعسكرات والمواقع العسكرية لقوات "درع الوطن"، باعتبار ذلك خطوة أساسية للحفاظ على وحدة الصف الوطني ومنع انزلاق المحافظتين نحو الفوضى.
وتزامن هذا الموقف مع تأييد رسمي وشعبي واسع، حيث ثمّن مجلسي النواب والشورى مخرجات اجتماع مجلس الدفاع الوطني، ورحبا بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية، الذي دعا بوضوح إلى إعادة الأوضاع في حضرموت والمهرة إلى ما كانت عليه، وعودة قوات المجلس الانتقالي إلى ثكناتها السابقة خارج المحافظتين، والخروج منهما وفق ترتيبات منظمة وتحت إشراف تحالف دعم الشرعية.
وعلى المستوى الشعبي، أعلنت قوى ومكونات حضرمية، من بينها العصبة الحضرمية ومرجعية قبائل حضرموت ومجلس حضرموت الوطني وحلف قبائل حضرموت، تأييدها الكامل لمخرجات اجتماع مجلس الدفاع الوطني، ووقوفها خلف السلطة المحلية الشرعية في حضرموت، ورفضها أي تحركات عسكرية أو تصعيد خارج إطار الدولة، مؤكدة أن فرض أي واقع بالقوة يتعارض مع إرادة أبناء المحافظة ويهدد السلم الاجتماعي.
كما عبّرت الجالية اليمنية في السعودية عن دعمها لقرارات مجلس الدفاع الوطني، مرحبة برسالة وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، ومثمّنة دور المملكة في قيادة تحالف دعم الشرعية، وحرصها على حماية مؤسسات الدولة اليمنية ودعم مسار التهدئة والاستقرار.
وتعكس هذه المواقف الرسمية والبرلمانية والشعبية في مجملها، توافقًا وطنيًا وإقليميًا متزايدًا على مسار واضح، يقوم على إعادة ترتيب الوضع العسكري في الشرق، وحصر السلاح بيد الدولة، وتنفيذ انسحاب منظم لقوات المجلس الانتقالي من حضرموت والمهرة، بما يمهّد لمرحلة أكثر استقرارًا ويحفظ أمن المحافظتين ومصالح أبنائهما.
تابع المجهر نت على X
