المجهر- المصري اليوم
يكثف المجتمع الدولي جهوده لتمديد الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة والتي دخلت حيز التنفيذ في إبريل الماضي وانتهت في أكتوبر دون أن يتم تجديدها بسبب رفض جماعة الحوثي التي طرحت شروطًا مستحيلة، كما قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندر كنج في تصريحات سابقة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع استأنف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروند برغ جولة إلى المنطقة قبل أن ينضم إليه المبعوث الأمريكي ليندركينج لدفع الأطراف اليمنية صوب تمديد الهدنة وتوسيع بنودها.
وبحث المبعوث الأممي فرص تمديد الهدنة مع السفير السعودي لدى اليمن ’’محمد آل جابر‘‘، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ’’جاسم البديوي‘‘ في رياض، قبل أن يتجه إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن ويلتقى هناك برئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، والأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد لملس.
ترافقت هذه التحركات الأممية، مع لقاءات مماثلة عقدها المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندر كنج في الرياض مع السفير السعودي لدى اليمن وناقش معه سبل التعاون لدعم الجهود الأممية للتوصل إلى حل سياسي في اليمن، ولقاء ثان في مسقط مع وكيل وزارة الخارجية العمانية للشؤون الدبلوماسية، وناقش معه «الجهود المبذولة في مساندة الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسي يحقق لليمن ودول المنطقة والأمن والاستقرار»، وفق ما أفادته وكالة الأنباء العمانية.
ولم تصل الجهود الدولية بعد إلى صيغة نهائية لاتفاق يقضي بتمديد الهدنة، لكن وسائل إعلام يمنية تحدثت عن مسودة اتفاق تتضمن تمت صياغتها من اطراف إقليمية تلبي الكثير من شروط الحركة الحوثية، وهي الشروط التي تعتبرها الرطاف اليمنية الأخرى تعجيزية وغير واقعية، ومنها للتمثيل، اشتراط الحوثيين أن تدفع الحكومة رواتب قطاعات المليشيا التابعة لهم،؟ وتسليمهم 80% من إيرادات ومدخولات البلاد، مقابل التوقف عن الحرب وقتل الناس، وهذا يعني بالضرورة وفق ما تقول الطراف اليمنية المنضوية في إطار الحكومة المعترف بها تسليما للبلاد وشعبها للحوثيين وبالتالي لإيران.
وتطالب جماعة الحوثي بدفع رواتب عناصرها المقاتلة من إيرادات النفط، وترفض توريد إيرادات موانئ الحديدة المقدرة بعشرات المليارات من الريالات وايرادات الضرائب وتدفق السفن بدون أي تفتيش إلى ميناء الحديدة.
ويرى اليمنيون أن هذه التنازلات مضافة إليها تنازلات سابقة شملت السماح بالموافقة على جوازات صادرة عن جماعة الحوثي في المطارات، تهدد مستقبل البلاد وسيتم عكسها على طاولة المفاوضات.
وحذرت أطراف يمنية بينها لمجلس الانتقالي من أي تسويات خارج إرادة مطالب اليمنيين، ضمن تحقيق السلام في اليمن وطالب بتمثيل عادل للجميع محذرا من محاولة بع ضالأطراف تجويل الجهود الخيرة لإحلال السلام إلى محاولات وسعي لتنفيذ اشتراطات الانقلابين.
من جانبها حذرت الهيئة اليمنية للمصالحة والتشاور والملكفة من قبل مجلس الرئاسة بقيادة جهود المصالحة، من جر البلاد إلى تسوية منقوصة، وطالبت باقتصار أي مفاوضات على طرفي النزاع أي الحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين، وقالت الهيئة في بيان إن أي مساعي تجري خارج هذا السياق ومن دون التشاور مع مجلس الرئاسة ستكون مجرد محاولات غير مجدية«.
يقول ياسر اليافعي الكاتب الصحفي اليمني للمصري اليوم : أري أن التحالف العربي هو المعني الأول إلى جانب الدولة اليمنية بأي مفاوضات تحدد مستقبل البلاد ولتحقيق السلام في اليمن ، وكذلك الوسيط الأممي، ويضيف: «إننا نرى أطرافا طارئة على الأزمة تذكرت مؤخرا أن اليمن تعاني ويلات الحرب والدمار منذ نحو عقد وتحاول التدخل بطريقة مشبوهة لصالح طرف على آخر، ومنها أطراف ظل موقفها ضبابيا منذ البدايات، إنها حتى لم تتفوه بكلمة لإدانة انقلاب حركة متطرفة مسلحة على الدولة في حين فعلت ذلك معظم دول العالم، إنها لم تستنكر يوما قتل الحوثيين لليمنيين، ولم تقدم يوما أي مساعدة، ثم تأتي بمحاولات مريبة وخلف كواليس لفرض واقع يقاتل اليمنيون من أجل تجنبه منذ عشر سنوات.
الرئيس العليمي يغادر عدن في جولة خارجية جديدة
وأضاف اليافعي إن التسويات التي تدور خلف الكواليس تركز على إبقاء الانقلاب الحوثي كأمر واقع، وترحيل معظم القضايا إلى المستقبل، وتتجاهل دور التحالف العربي وحتى دور الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، هذا أمر غير مقبول يجب أن يعلم الجميع إن أي حل سياسي لتحقيق السلام في اليمن لا يقوم على إزالة الانقلاب واستيعاب قضايا القوى الفاعلة الأرض سيكون مصيره الفشل».
وأبلغ الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي احمد لملس، المبعوث الأممي إلى اليمن «ضرورة تمثيل الجنوب بوفد مستقل في مفاوضات العملية السياسية الشاملة».
وقال إن أي تجديد لاتفاق الهدنة «وفقًا لشروط مليشيات الحوثي لا تراعي مطالب وتطلعات شعب الجنوب المتمثلة بحل الدولتين لن يحقق تهدئة ولا يهيئ لسلام مستدام»..
وأكد رئيس الهيئة محمد الغيثي أن «السلام الشامل والعادل والدائم مبتغى الجميع، غير أن هذا السلام لم تحققه الحلول والمبادرات الترقيعية التي قادها المجتمع الدولي، والإقليمي في 1994، 2012، 2013، 2015 حتى اليوم.