وسط تطورات تشهدها المنطقة العربية ودول الإقليم من صراعات مستمرة وحرب باردة قد تكون بالوكالة في كثير من الأحيان والمناطق، وغيرها من التحالفات السياسية والتحركات السرية والأنشطة التوسعية التي تقوم على تشكيل فصائل وجماعات إرهابية لا تقتصر على دول المنطقة فحسب، بل قد تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، ضمن مخططات إيرانية مدروسة بعناية تهدف للتمدد الشيعي الصفوي، وتعزيز قدرات إيران الاستخباراتية.
يعد التوسع الحوثي في القرن الأفريقي، والظهور المتزايد لجماعة الحوثيين الإرهابية في المناطق الإفريقية موضوعًا يستحق التحليل والتفصيل، لفهم دوافع الجماعة المدعومة من إيران والتأثيرات المحتملة على الاستقرار الإقليمي، والتحديات التي يواجهها التحالف المناهض للحوثيين في محاولته للتصدي لهذا الانتشار.
وهناك قلق متزايد بشأن جبهة جديدة ومثيرة للقلق بشكل خاص، بحسب التفاصيل التي وردت بشأن نشاط الجماعة المصنفة على قوائم الإرهاب الأمريكية، التي تنشط من المناطق الواقعة تحت سيطرتها في اليمن، وتحاول توسيع نفوذها إلى شمال أفريقيا، وإلى السودان ومصر والمغرب.
وتشير الدلائل المختلفة إلى أن الهدف من ذلك، هو العمل ضمن مشروع إيران التوسعي، حيث بدأ بالفعل نقل شباب من جنسيات مختلفة إلى اليمن، وتدريبهم وتسليحهم، ثم تمريرهم إلى دول القرن الأفريقي، من أجل التعاون مع المجموعات المسلحة الموالية لإيران في العراق، حيث توقع مراقبون أن تسمح لهم هذه العملية الانتقالية بتهديد مضيق جبل طارق. خاصة أن عملية نقل الأسلحة إلى هذه المناطق قد بدأت بالفعل.
ومؤخرًا كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن غرفة عمليات مشتركة تجمع حزب الله اللبناني، مع الحوثيين ومجموعات مسلحة في العراق، من أجل تمكين الحوثيين وتعزيز نفوذهم لإقامة إمبراطوريتهم الخاصة، بحسب تعبير الصحيفة. مشيرة إلى أن إيران تنشط حاليًا في الأردن واليمن والعراق وسوريا ولبنان والسودان، وتبذل جهودًا خاصة في القرن الأفريقي.
توسيع النفوذ
كشفت وثائق ومعلومات وبيانات نُشرت للمرة الأولى عن مشروع التوسّع الحوثي الخارجي في القرن الأفريقي الذي يديره بشكل مباشر الحرس الثوري الإيراني بتنسيق وإشراف من ميليشيا حزب الله اللبناني، محذرة من مخاطر هذا التوسع الحوثي والتمدد الإيراني.
وتضمن هذا الملف السرّي، الذي أعدته منصة (P.T.O.C) المتخصصة بتعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال، على معلومات خارطة التوسّع الخارجي لجماعة الحوثي الإرهابية، والتي كُلّفت بها من إيران، وخريطة تهريب وتسليح الحوثيين من قبل نظام طهران، ومفاتيح مشروع التوسّع الحوثي في القرن الأفريقي والمشرفين عليه والمنفّذين، موضحًا نشاط الجماعة الحوثية في القرن الأفريقي، ابتداءً من تهريب الأسلحة وتجنيد الأفارقة ومعسكرات تدريبهم، واستخدامهم في الأنشطة الاستخبارية والإرهابية التوسّعية.
وتؤكد محاضر سرية لاجتماعات "جهاز الأمن والمخابرات" التابع للحوثيين بصنعاء، اطلع عليها "المجهر" أنه جرى إسناد مسؤولية مشروع التوسّع الخارجي في القرن الأفريقي إلى القيادي عبد الواحد أبو راس، ورئيس الجهاز عبد الحكيم الخيواني، ووكيل الجهاز لقطاع العمليات الخارجية حسن الكحلاني (أبو شهيد)، والقيادي الحسن المرّاني، والقيادي أبو حيدر القحوم، بهدف تحقيق مساعي إيران في التوسّع في القارة الأفريقية والسيطرة على ممرّات الملاحة البحرية.
إلى جانب ذلك يلعب القيادي الحوثي حسين العزي، منتحل صفة نائب وزير الخارجية التابعة لجماعة الحوثي الانقلابية، من خلال المصادر الدبلوماسية والشخصيات التي تعمل معه في كل من (إثيوبيا، وإريتريا، وجيبوتي، والسودان، وكينيا)، حيث تسعى الجماعة لإقامة علاقات استخباراتية وأمنية وسياسية ولوجستية مع شخصيات وعناصر مقرّبة من جماعة الحوثي تتواجد في تلك الدول، والعمل على استقطاب أكبر قدر ممكن من الدبلوماسيين في السفارات اليمنية هناك.
محطات استخباراتية
يقول سياسيون يمنيون لـ "المجهر" إن مساعي حوثية تهدف لإنشاء محطات استخباراتية حسّاسة ودقيقة في كل دول القرن الأفريقي والدول المحيطة باليمن، والعمل على تجهيز وتدريب وتأهيل كوادرها، كي تتمكن من تفعيلها في وقت مناسب، لتحقيق أهداف المشروع الحوثي وتلبية لمصالح مشتركة يتقاسمها الحوثيون مع دول ما يسمى محور المقاومة أو الممانعة، التي تتزعمه إيران ولبنان.
فيما توضح الوثائق التي جاءت في تقرير المنصة، أن هدف الحوثيين من هذا التوسع يتمثّل في التحضير والتجهيز مع العناصر والشخصيات التي جرى إنشاء علاقة معها في أفريقيا لإنجاز أعمال وتحرّكات ونشاط في البحر الأحمر ودول القرن الأفريقي لمساندة الحوثيين في حال تعرّضوا لأي ضغوط سياسية أو دبلوماسية دولية خارجية، تلزمهم بالتوقف عن الهجمات ضد السفن التجارية.
وكشف التقرير، عن العديد من أسماء القيادات المسؤولة في هذا الملف، بدءًا من المشرف في الحرس الثوري الإيراني المدعو "أبو مهدي"، وانتهاءً بمالك أصغر قارب تهريب للأسلحة في البحر الأحمر، وأزاح الستار عن العلاقة بين تنظيم "الشباب المجاهدين" الصومالي وجماعة الحوثي الإرهابية، والأفارقة ومافيا تجنيد الأفارقة وتهريبهم من وإلى اليمن، في واحدة من أخطر جرائم الاتجار بالبشر والجريمة المنظّمة.
استقطاب وتجنيد
تفيد المعلومات بأن جماعة الحوثيين قامت باستقطاب وتجنيد كثير من العناصر الأفريقية من جنسيات مختلفة، خاصة بعد اجتياح صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر (أيلول) 2014، وانقلاب المتمردين على الدولة والسيطرة على مقدرات البلد، لجأت الجماعة لإخضاع أفارقة لدورات ثقافية وعسكرية، وتوزيعهم على جبهات القتال (تعز - الساحل الغربي - مأرب - الحدود)، وأرجع البعض إلى دولهم لغرض التوسّع في أفريقيا.
واستقطبت الجماعة كثيرًا من الرموز الأفارقة المؤثّرين (قبيلة العفر - الأورومو - أوجادين) بين أوساط الجاليات الأفريقية في صنعاء (الصومالية - الإثيوبية - الإريترية) واعتمدت عليهم في الحشد واستقطاب اللاجئين الأفارقة الموجودين في صنعاء، وكذلك من يجري استقطابهم من مناطقهم بالقرن الأفريقي، والتنسيق لهم للوصول إلى صنعاء.
وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن جماعة الحوثي تخطط لمشروع توسعي إيراني قد يجر البلد إلى صراع إقليمي متعدد، مشيرين إلى أن هذه الجماعة الطائفية لا تهتم لسيادة البلد، ولن تتردد في تنفيذ المخططات الإيرانية حتى وإن كانت على حساب اليمن واليمنيين، مشيرين إلى أن الجماعة الحوثية لا يمكن أن تجنح إلى السلام في ظل الحديث هذه الأيام عن التوقيع على خارطة طريق لحل الأزمة اليمنية.
وكثيرة هي المخاوف التي تثير قلق الساسة والشعب في اليمني من الجماعة الحوثية التابعة لإيران، ومشاريعها الطائفية التوسعية الإرهابية التي ستقود البلد إلى الهاوية، خاصة أن الأزمة اليمنية تعد أشد الأزمات الإنسانية في العالم بحسب تقارير أممية.
قيادات ملف التوسع
يتساءل كثيرون عن مسؤول ملف التوسّع الخارجي بالقرن الأفريقي في جماعة الحوثيين، ففي تفاصيل تقرير منصة تتبع الفساد المنظم، أكد بأن القيادي عبدالواحد ناجي محمد أبو راس، واسمه الحركي "أبو حسين"، ينتمي إلى محافظة الجوف، يتولّى هذا الملف بتوصية مباشرة من قبل قيادات إيرانية سياسية عليا وقيادات في الحرس الثوري الإيراني.
ويعمل أبو راس، على التنسيق مع عناصر الحرس الثوري الإيراني، وقيادة جماعة الحوثي الإرهابية للعمل الميداني، كما يعد المسؤول المباشر عن تأمين وإدخال وتهريب عناصر "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" اللبناني من وإلى اليمن.
ومنذ عدة أعوام، توارى القيادي أبو راس عن الأنظار؛ لكنه كان المكلّف السري بأخطر الملفات السياسية والاستخباراتية لدى جماعة الحوثيين، حيث كُلّف بمهام وكيل الشؤون الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، إلى أن جرى تعيين المدعو "حسن الكحلاني" بالمنصب نفسه، وترقية أبو راس ليتولى ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي، بتوصية واتفاق مباشر بين زعيم الجماعة "عبدالملك الحوثي" وقيادة الحرس الثوري الإيراني.
من جهته، يعد القيادي الحوثي حسن أحمد الكحلاني، المُعين في منصب وكيل قطاع العمليات الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، والمعروف بكنيته "أبو شهيد"، وهو من مواليد 1984 في محافظة حجة، يُعد واحدًا من القيادات الحوثية الأمنية البارزة؛ إذ نشأ في بيئة حوثية بين صعدة وصنعاء، والتحق بالجماعة في سن مبكّر.
وبحسب المعلومات فإن القيادي الكحلاني كان من خلية صنعاء الإرهابية التي نفّذت عدّة تفجيرات واغتيالات عقب مقتل مؤسّس الجماعة حسين الحوثي في 2004، كما كان من القيادات التي تولت دخول صنعاء في سبتمبر 2014، وتولّى قيادة المجموعة التي أصدرت توجيهاً بمنع طائرة أمريكية من الإقلاع من مطار صنعاء، بحجة تفتيشها قبل المغادرة، وعقب هذا الحادث، جرى اغتيال والده في أكتوبر 2014 على أيدي مسلّحين مجهولين يستقلون دراجة نارية في صنعاء.
وعلى الرغم من أنه معروف بارتباطه الوثيق بالحرس الثوري الإيراني، يعمل القيادي الحوثي حسن الكحلاني، تحت إشراف عبدالواحد أبو راس، ويحاول عبر هذه العلاقة المتعددة فرض نفسه باعتباره الرجل الأول في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، الأمر الذي يعكس حالة من الصراع بينه وبين عبد الحكيم الخيواني رئيس الجهاز.
وبدوره، يختص القيادي الحوثي أدهم حميد عبد الله العفاري (أبو خليل) بشؤون ملف الجاليات الأفريقية الموجودة في اليمن، خصوصًا في العاصمة المختطفة صنعاء، حيث كُلّف من قبل الجماعة الحوثية بمهمة التواصل والتنسيق برؤساء الجاليات (إثيوبية- صومالية - إريترية - سودانية - جيبوتية).
ويتولى القيادي العفاري مسؤولية حشد العناصر الأفريقية وإلحاقهم بالدورات العسكرية والثقافية، وبعدها يجري توزيعهم على جبهات (الساحل الغربي - مأرب - الحدود - تعز)، وفي مهام استخباراتية داخل بلدانهم.
كما يعتبر "أبو خليل" ثالث قيادات الحوثي، التي تتولى مناصب حساسة فيما يتعلق بملف التوسع الخارجي في القرن الأفريقي، كما يعد العفاري المسؤول عن التنسيق مع النقاط الأمنية التابعة للحوثيين لإدخال العناصر الأفريقية إلى مناطق الحوثيين، ويتولى أيضًا مهمات أخرى، أبرزها صرف المخصّصات المالية للعناصر الأفريقية.
إلى ذلك، تفيد معلومات التقرير الذي أصدرته منصة تتبع الفساد المنظم وغسيل الأموال، أن الشخص الرابع المسؤول عن ملف التوسّع الخارجي الحوثي إلى القرن الأفريقي، هو أسامة حسن أحمد المأخذي، واسمه الحركي (أبو شهيد).
يعمل القيادي الحوثي المأخذي ضمن العناصر الحوثية في جهاز الأمن والمخابرات، وملف المسار الأفريقي، وتتلخّص مهمته في التنسيق مع الشخصيات الأفريقية المؤثّرة في كل من (الصومال - إثيوبيا - إريتريا - جيبوتي - السودان) من أجل حشدهم لتدريبهم وتأهيلهم، وإلحاقهم بصفوف جماعة الحوثي الإرهابية.
وأضاف التقرير أن الوافدين إلى اليمن، يدخلون باعتبارهم مقاتلين وعاملين في الدول القادمين منها، وبصفتهم عناصر استخباراتية، تقوم بمهام مختلفة، منها نشر الفكر الحوثي، والقيام بالعمليات الاستخباراتية، وتهريب الأسلحة، والاتجار بالبشر، ونقل المخدرات عبر البحر من وإلى القرن الأفريقي واليمن.
كما أورد التقرير أسماء شخصيات أفريقية عددها 16 شخص يعتبرون من أبرز المتعاونين مع الجماعة الحوثية للتوسع في القرن الأفريقي، يتصدرهم "تاجو شريف" وهو مسؤول عن الجالية الإثيوبية في صنعاء، والتحق بدورات ثقافية حوثية، ويعمل على استقطاب وتجنيد عناصر أفريقية لصالح العمل العسكري والاستخباراتي الحوثي.
الأهداف والمخاطر
يهدف الحوثيون من التوسع بالقرن الأفريقي كجزء من استراتيجيتهم لتعزيز نفوذهم الإقليمي وتأمين خطوط إمدادهم ودعم حلفائهم، مثل إيران، ويحمل هذا التوسع العديد من الأهداف الاستخباراتية والعسكرية بديلًا عن الدور المباشر لإيران بحسب ناشطين سياسيين.
بدورها، تشير وثائق التقرير إلى أن هدف الحوثيين المتمثّل في التحضير والتجهيز مع العناصر والشخصيات التي جرى إنشاء علاقة معها في أفريقيا، وذلك "لإنجاز أعمال وتحرّكات ونشاط في البحر الأحمر ودول القرن الأفريقي لمساندة الحوثيين في حال ما تعرّضوا لأي ضغوط سياسية أو دبلوماسية دولية خارجية".
إلى جانب التجسس على التحالفات الدولية والقرن الإفريقي ومراقبة وتحليل تحركات الدول المتحالفة مع السعودية والإمارات والولايات المتحدة في المنطقة. وتعزيز قدرات إيران الاستخباراتية لها في المنطقة واستقطاب عملاء محليين أفارقة لجمع المعلومات وتقديم الدعم اللوجستي. فضلًا عن التأثير على القرارات السياسية المتعلقة بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول القرن الإفريقي واستخدام المعلومات الاستخباراتية للتأثير على السياسات الداخلية لتلك الدول وخاصة إريتريا، جيبوتي، والصومال. وكذلك التلاعب بالعلاقات بين هذه الدول والدول الخليجية لضمان عدم تشكيل جبهة موحدة ضد جماعة الحوثيين الإرهابية.
وأشارت مصادر عسكرية إلى أن ثمة أهداف تتعلق بالجانب العسكري لهذا التوسع الحوثي الإيراني، تتمثل بتأمين خطوط الإمداد للموانئ الإستراتيجية والسيطرة على المنافذ البحرية الهامة لضمان تدفق الأسلحة والإمدادات، وحماية وتأمين الطرق البحرية المهمة التي تمر عبر البحر الأحمر وخليج عدن.
وأكدت المصادر أن التوسع الحوثي غرضه إنشاء قواعد عسكرية من خلال إقامة محطات لتخزين الأسلحة وتدريب المقاتلين، ونشر عناصر حوثية سرية في المنطقة لتعزيز قدراتها على التدخل السريع والدفاع عن المصالح الإيرانية إذ تفيد الكثير من التقارير والمعلومات أن طهران تمتلك استراتيجية توسعية في منطقة وسط القارة الأفريقية وحتى شمالها وهي بذلك تهدف إلى خنق المصالح العالمية وممرات الملاحة الدولية كاملة ويعتبر توسع الحوثيين في القرن الأفريقي جزء من هذه الاستراتيجية.
ولفت التقرير إلى أن الحوثيين يهدفون إلى استخدام مناطق في القرن الأفريقي كقاعدة لشن هجمات على السفن التجارية والعسكرية التابعة للتحالفات الدولية، وتهديد الملاحة الدولية في البحر األحمر وخليج عدن لزيادة الضغط على خصومهم. إضافة إلى دعم الحلفاء المحليين وتقديم الدعم العسكري والتدريب للجماعات المتمردة والحركات الانفصالية في القرن الأفريقي لتعزيز الفوضى وزعزعة الاستقرار، بجانب بناء علاقات أيديولوجية مع الحركات والجماعات المعارضة للحكومات المحلية لتحقيق أهداف الحوثي وإيران.
وفي هذا السياق، يعتقد مراقبون وسياسيون أن التوسع الحوثي في القرن الأفريقي يمثل تهديدًا كبيرًا وقد يستدعي تحركًا دوليًا وإقليميًا عاجلًا، من خلال خطة رادعة متكاملة لوقف التوسع والنشاط الخارجي بشكل كامل، بما يعزز الاستقرار والأمن في المنطقة.