الخميس 21/نوفمبر/2024
عاجلعاجل

وحدة الصف.. أحزاب اليمن في مهمة توافقية لدحر الانقلاب واستعادة الدولة (تقرير خاص)

وحدة الصف.. أحزاب اليمن في مهمة توافقية لدحر الانقلاب واستعادة الدولة (تقرير خاص)

على امتداد عقود طويلة، شهدت اليمن صراعات سياسية محتدمة بين الأحزاب التقليدية منذ بداية التأسيس، ما أدى إلى تراجع دورها، وقلص نشاطها البرامجي في خدمة المواطن والمجتمع، بل وأثر سلبًا على مسار الأحداث، وخلق بيئة مليئة بالصراع بغرض المحاصصة بين القوى السياسية والحزبية، وهذا ما قاد البلد إلى كثير من الأزمات.

ومن أجل فهم الوضع الحالي للأحزاب السياسية اليمنية، وحالة الجمود خلال سنوات الحرب، يستدعي العودة إلى الماضي، فالتاريخ وحده كفيل بقراءة الصورة الحقيقية لهذه التشكيلات، التي قل نشاطها مع الانقلاب الحوثي على الدولة، وبات اليمنيون يعانون من أسوأ أزمة في العالم، ومع ذلك لم تحرك الأحزاب السياسية ساكنًا، في ظل الخطر الحوثي الذي يهدد البلد، ومشروعه الإمامي الرامي لتحويل اليمن إلى ساحة صراع إقليمية ودولية. 

 

حضور هش

 

يقول محللون سياسيون لـ "المجهر" إنّ الأحزاب السياسية مرّت بمراحل تاريخية صعبة؛ لكن الأزمة الأخيرة والصراع الممتد منذ بداية انقلاب جماعة الحوثي الإرهابية على الدولة، كشفت حجم هشاشة الأحزاب التقليدية جميعها وأظهر مدى الشلل الذي أصيبت به، وعدم قدرتها على تطويع المشهد السياسي أو القيام بالدور المتوقع منها على الأقل في تخليص الشعب والوطن من الإمامة الجديدة.

ويرون أن الحضور الهش للأحزاب السياسية حاليًا، هو امتداد لدورها المتخاذل في تسعينات القرن الماضي، ففي العام 1994، اجتاحت قوى الشمال "اليمن الجنوبي"، الذي دخل كشريك في الوحدة بين الشطرين الشمالي والجنوبي عام 1990، عندها لم تتخذ الأحزاب السياسية مواقفًا واضحة، وعلى العكس تعمدت الوقوف في المنطقة الرمادية، واختارت الصمت والحياد، على اعتبار أنها أحزاب لا تريد تأييد السلطة في الاجتياح، ولا تريد تأييد الحزب الاشتراكي أو تعلن معه موقفًا من الانفصال.

يشير باحثون في الملف اليمني، إلى أن الحوثي استغل فوضى المشهد السياسي، وساعده على الانقلاب والدخول في حرب أهلية مستمرة حتى اليوم، كما حذروا من مغبة استمرار غياب الدور الحزبي الأمر الذي قد يؤدي إلى ضياع مكتسبات عقود من عمر الجمهورية وضياع المستقبل.

 

توجّه أممي

 

من مفاوضات السلام في جنيف مرورًا بالكويت وصولًا إلى اتفاقية استوكهولم واتفاق الرياض، وغيرها من المشاورات التي لا تكاد تخلو من وجود الأحزاب السياسية اليمنية، لكن الحضور اقتصر على التواجد شكليًا، دون تحقيق أثرًا ملموسًا على أرض الواقع، ولم يتم التوصل إلى تسوية أو اتفاق شامل لإنهاء الحرب وحل الأزمة في اليمن.

مؤخرًا، أظهرت واشنطن والأمم المتحدة اهتمامًا بالغًا بدور الأحزاب في اليمن، ودعا سفير الولايات المتحدة في اليمن ستيفن فاجن الأحزاب والمجموعات السياسية اليمنية إلى نبذ خلافاتها وإيجاد إطار لتطوير التنسيق والتعاون في ما بينها.

هذا التوجه المفاجئ من قبل الأمم المتحدة، نحو الأحزاب يأتي في إطار بحث المجتمع الدولي عن مدخل للسلام، خاصة بعد أن تعثرت الجهود لمرات عدة، وعرقلت جماعة الحوثي الإرهابية مسار السلام، وتعطلت المساعي الإقليمية والدولية لحل الأزمة اليمنية، فمنذ عشر سنوات تعاقب مبعوثي الأمم المتحدة وواشنطن إلى اليمن، على إيجاد أرضية مشتركة بين أطراف الحرب، وخابت التوقعات والمحاولات مدركين أن الحوثيين هم حجر عثرة أمام السلام في اليمن.

 

أهمية العمل الحزبي

 

وفي هذا السياق، رأى "المجهر" أن يجري استطلاعًا حول هذا التوجه الذي تقوده الأمم المتحدة للضغط على الاطراف السياسية، لتوحيد الجهود وترك الخلافات جانباً، ومدى أهمية تقارب الأحزاب المنضوية تحت إطار الحكومة الشرعية في مواجهة المشروع الحوثي الإمامي.

رئيس الدائرة الإعلامية لحزب "الإصلاح" بتعز، أحمد عثمان يقول لـ "المجهر"، إن الأحزاب لم تؤسس لتختلف، بل لتتفق على أسس المنافسة القائمة على البرامج والرؤى، التي قد تختلف بالوسائل من أجل الإثراء والتكامل لكنها لا تختلف بالمنطلقات والأهداف الوطنية العليا، فكلها عبارة عن وسائل لخدمة الوطن، وبمعنى آخر كلها طرق تؤدي إلى تقوية الدولة والمجتمع وإيجاد نموذج لدولة ووطن وحضارة، فكما قيل كل الطرق تؤدي إلى روما فكل الأحزاب تؤدي إلى وطن قوي ومجتمع قوي ومشروع وطني يمثل بدولة يحكمها القانون.

ويضيف: "الأحزاب واجبها أن تتخلى عن الاختلاف السلبي لصالح الوحدة بالأساسيات ولا بأس بالاختلافات بالتفاصيل لتحقيق نفس الأهداف، وهنا لن يكون خلافًا بل تكامل وإثراء، والحقيقة أن الأحزاب في اليمن تدرك ضرر الخلافات الصغيرة، التي تُحوّل الأحزاب إلى وسائل ردية وعبء ثقيل أو إلى حَلَبة تناطح ثيران لتسلية الآخرين وتحقيق أهداف الآخرين وإثرائهم".

وبحسب عثمان فإن الأحزاب اليمنية هي اليوم أقرب للاتفاق والتوافق، وتحتاج فقط إلى تمشيط هذا البرنامج والاستفادة من الأخطاء والابتعاد عن استعراض الجدل أو السير بعد عواة النزق، أو من يريدون تحويل الأحزاب إلى وسيلة لمشاريعهم ضد اليمن، عن طريق تحويل العمل الحزبي إلى مناطحة، خلافة وإقصاء أو مخاصمة الآخر.

ويستطرد قائلًا: "التجارب علمت الجميع، ونحن في تعز قطعنا شوطًا ونحتاج من المفكرين المثقفين والإعلاميين العمل من أجل إيجاد نموذج للقوى المتحدة خاصة ونحن في زمن فيه الوطن يضيع والهوية تطمس ويجب أن تبرز لدى كل القوى مشروع واحد، هو مشروع معركة التحرير واستعادة الدولة هذا يقتضي أن نضاعف العمل المشترك في محاور وأهداف وتفاصيل العمل الوطني المقاوم".

 

جبهة وطنية

 

وعن مدى تأثر العمل الحزبي في فترة سنوات الانقلاب الحوثي، يوضح رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح، أحمد عثمان، أن العمل الحزبي تأثر كثيرًا بالانقلاب الحوثي، وغياب الدولة فالأحزاب تعمل في ظل دولة ببرامجها المدنية، لكن عندما يتعرض الوطن للتهديد والدولة للسقوط فإنه على الأحزاب أن تتحول إلى جبهة واحدة ببرامج نضالية واحدة، وهذا ما عبر عنه تحالف الأحزاب اليمنية على المستوى الوطني وفي تعز سبقنا المستوى الوطني في تأسيس هذا التحالف والتواصل لمناقشة القضايا الأساسية.

ومنذ البدايات الأولى لدخول الحوثي إلى تعز، فقد انتفض أبناء تعز أحزابًا ومجتمع وشخصيات عسكرية واجتماعية لمقاومة الحوثي، وتشكل مجلس المقاومة الذي ضم كافة الأحزاب والشخصيات الوطنية والعسكرية، واستطاعت تعز أن تردع جحافل الحوثي وتصيبها في مقتل وفشل مشروعها الذي كان سيكتمل لولا مقاومة تعز ومأرب وعدن وشبوة وبقية المحافظات. وفي المرحلة التي عقبت تشكيل الجيش الوطني اقتصر دور الأحزاب على الدعم والاسناد والحشد، وهذا ما تحاول أن تفعله الأحزاب، مع أن الظروف التي تعيشها الحكومة الشرعية يُقيد العمل الحزبي ويحاصره، 

لكن وبحسب عثمان "عمر النضال الوطني ما يستسلم أو يرفع الراية أو يعلن الاستقالة من النضال الذي يجري بدم كل وطني، واعتقد أن تعز تقدم نموذجًا أفضل، رغم وجود كثير من السلبيات والقصور التي تحاول الأحزاب التخلص منها، لأن التحدي هو العمل بمشروع واحد، وكتلة وطنية واحدة والعمل على المشتركات التي تمثل 90%، وحسن إدارة المختلف وتأجيل الرؤى الخاصة إلى بعد استعادة الدولة فلاصوت فوق صوت المعركة الوطنية بأبعاها الجمهورية".

هكذا إذًا تحولت الأحزاب السياسية في اليمن إلى حركات تحرر وطني، وانخرطت في معركة التحرير ووجهت نشاطها للفعل النضالي وحمايته وتوجيهه، رغم العوائق الكثيرة.

 

عوائق كثيرة

 

الكاتب السياسي أحمد عثمان، تحدث أن: "هناك عوائق تعيق العمل الحزبي داخلية وخارجية؛ لكنها معيقات مهمة تجاوزها على عاتق الأحزاب الوطنية، تبدأ بوحدة الموقف والعمل كجبهة وطنية، وأن يكون الموقف واحد خاصة في مواقف وقرارات تؤثر على مسار المستقبل كدولة ووطن.

كل العوائق تبرز أيام الحرب، وتكبر وتستعصي عندما تتناثر الأحزاب والقوى ويذهب كل حزب لمعالجة قضاياه الخاصة والشخصية ربما عندها يتلاشى الحزب كقوة وطنية ولا يصل لشيء ولا يحقق شيء لا خاص ولا وطني ولهذا من المهم أن تنتبه الأحزاب لمحاولة الانفراد بها أو تزين مشاريع خاصة لأنها بمثابة انتحار والتاريخ القديم والحديث يؤكد هذه الحقيقة".

ويستدرك بأن الموقف الموحد هو من يعمل على تجاوز كل العقبات، ويعمل من الأحزاب رقمًا صعبًا يمثل الوطن والشعب خاصة في ظرف تداخلت فيها المشاريع والمصالح الدولية والإقليمية لتعمل داخل الوطن، وكل له مشروع والغائب هو من يخسر، وعندما يكون الحديث عن القوى الوطنية فإن الغياب أو التشرذم يعد خذلان وتفريط ولا أريد أن أزيد بالوصف هنا".

ويؤكد بأن الحضور الموحد يجعل من الأحزاب قوة يصعب تجاوزها لأنهم ببساطة يمثلون الشعب والوطن صاحب الحق وما ضاع حق ورائه مطالب، ودور الأحزاب اليوم هو هذا الدور المنافح الذي يمثل صاحب الحق، وصاحب الحق هو الذي يحترق لأنه من يحس المخاطر ومثله مثل الواقف على نار وليس على مياه.

 

توحيد الجهود

 

وفيما يخص ضرورة توحيد الجهود الحزبية خصوصًا في مرحلة حرجة وتتطلب توحيد الصفوف لمواجهة الخطر الحوثي، الذي بات يشكل تهديدًا على الجمهورية والدولة وتعددية الأحزاب، يقول أمين سر فرع حزب التنظيم الناصري بتعز، وعضو لجنة المصالحة، عادل العقيبي لـ "المجهر"، إن الدعوة للاصطفاف واسع تضم المكونات السياسية والاجتماعية المصطفة مع الشرعية، وترتقي بأدائها إلى مستوى تحديات المرحلة، مؤكدًا أنها لم تعد خيارا ترفياً بقدر ما هي ضرورة وطنية وحتمية لاستعادة دورها الحيوي والفاعل، في شراكة متكافئة ومتساوية لمواجهة تحديات المرحلة.

ويضيف يأن الوطن اليوم بحاجة إلى اصطفاف يتجاوز أخطاء الماضي ويسعى لاستكمال مهمة مقارعة الجماعة الانقلابية واستعادة مؤسسات الدولة، بكافة الوسائل المتاحة والممكنة لذلك، وبناء نموذج في المناطق المحررة، هذا الاصطفاف ينبغي أن يتجسد في تحالف سياسي واسع ببرنامج مرحلي يحدد أولويات المرحلة والمهام الأساسية التي يجب إنجازها، وكذلك الوسائل والإجراءات وآليات التنفيذ، ولابد أن يحقق التلازم بين إنجاز مهمة إسقاط الانقلاب وتصويب الأخطاء ومعالجة الاختلالات وأوجه القصور الناجمة عن غياب الرؤية المشتركة للتعامل مع المرحلة وإدارتها.

وفي حديثه لـ "المجهر" يشير إلى أن واحدة من أهم مشكلات الأحزاب وتعيق أي اصطفاف وطني، هي أن البعض منها تعاملت مع مرحلة ضعف مؤسسات الدولة وكأنها فرصة للغنيمة وتحقيق المكاسب، وسعت إلى أن تحل محل الدولة ومؤسساتها.

ويوضح العقيبي أنه بالنسبة لخارطة الطريق يقتضي قبل الحديث عنها إنجاز اصطفاف وطني يُقر أي خارطة طريق للعبور إلى المستقبل، فأي خارطة طريق لابد أن تكون تعبيرًا عن آمال وتطلعات اليمنيين وقواهم الحية، فالأحزاب والتنظيمات السياسية لا تزال فاعلة في تعز فإن عجزت الأحزاب على المستوى المركزي والوطني من الوصول إلى اصطفاف بينها، فيمكن لفروعها في محافظة تعز، أن يبدأوا باصطفاف محلي يقدموا من خلاله نموذجًا يشجع على الاحتذاء به مركزيًا أو في بقية المحافظات، وهي دعوة أوجهها عبركم إلى كل قيادات فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية في تعز.

 

صف جمهوري

 

من جهته، يقول عبدالباري البركاني، نائب رئيس حزب المؤتمر بتعز، وعضو لجنة المصالحة إنه منذ انقلاب جماعة الحوثي الإيرانية على الدولة والنظام الجمهوري، وادعائها الحق إلالهي في السيادة والولاية، والاستيلاء على المحافظات بقوة السلاح، قامت الأحزاب بتشكيل تحالف سياسي لمواجهة المشروع الإيراني، وكانت تعز أكثر استشعارًا للخطر، إذ بدأت أحزاب تعز، بتحالفات لمواجهة المشروع الحوثي وتشكيل ودعم مقاومة وطنية من كل الأطياف، وكسرت المشروع، وحررت الكثير من المديريات.

ويوضح بأن القوى السياسية في تعز، استشعرت دورها في استعادة مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية، ومواجهة التحديات التي أفرزتها الحرب، فتكونت لجنة المصالحة من قيادات سياسية فاعلة بشكل طوعي، لمعالجة القضايا ذات الطابع السياسي، وبدأت اللجنة بحل ومعالجة قضايا عدة، خاصة التي تمس السلم الاجتماعي، وسعت لتقريب وخلق علاقة بين المكونات الوطنية المقاومة مثل المقاومة الوطنية في الساحل الغربي والمدينة، كما حققت نجاحًا في تخفيف وترشيد الخطاب الإعلامي والديني ونزع فتيل الكثير من النزاعات.

إلى ذلك، يؤكد لـ "المجهر" الكاتب الصحفي في المقاومة الوطنية، عبدالسلام القيسي: "قبل أن نقول أحزاب فنحن بحاجة أن نوحد كل الجهود وكل الفئات وكل الأطر الاجتماعية، ولو حتى المتناقضة وسط الصف الجمهوري، وهنا تكمن أهمية الأحزاب، هي من تستطيع القيام بهكذا عمل، فهي بنيت بمرحلة جمهورية وأكتسبت قاعدتها من الجمهورية والأحزاب تأسست لهذه المرحلة ولتكون وسيلة السيطرة على الجماهير وقيادة المجتمع او المجتمعات إلى النصر".

ويرى القيسي أنه: "إذا كان توحيد للأحزاب على حساب الموافقة على خارطة الطريق المبهمة، فبرأيي هذا توحد ضد المصلحة الوطنية، ويهمني توحد الأحزاب ببندقية لاستكمال معركة الخلاص وليس لشرعنة بقاء الحوثي وخرافة الولاية".

 

تجربة ناجحة

 

يعتقد رئيس دائرة الثقافة والإعلام في حزب اتحاد القوى الشعبية، مختار المريري، أن الأحزاب السياسية في اليمن ليست في مساحة آمنة طبيعية، بحيث يمكن أن ننتظر منها حلولًا ورؤى موحدة، وموقف جامع في كل وقت وحين، خصوصا في هذه الظروف وفي منعطفات كثيرة وأحداث مر بها الوطن، فهي تتأثر بالظروف والأحداث والمتغيرات، وينعكس للأسف على مسارها ومهامها ومسؤولياتها تجاه الشعب والوطن وهذا أمر طبيعي كونها من الشعب وتمثل وجهات نظر ورؤى وأيدلوجيات متعددة".

ويضيف لـ "المجهر": "لا أقول أن هذا أمر يستحيل تشذيبه وتهذيبه وإعادة هندسة العلاقة بين الأحزاب وفق أطر وطنية ومساحة مشتركة، ورؤى تمثل الإطارات العامة التي لا يمكن أن نختلف حول غاياتها وأهدافها مهما اختلفنا بالآليات".

ويلفت في حديثه إلى أنه: "لدينا في تعز تجربة مرت بمخاضات وآلام كثيرة وصلت أو قاربت مرحلة النضج السياسي بدءاً بالحوار ثم المصالحة ثم مصفوفة العمل المشترك جنبًا إلى جنب مع السلطة المحلية.. لا أقول أنها تجربة مثالية أو أنها مقبولة تمامًا بكل تفاصيلها، فهي بحاجة لتعزيز الثقة أكثر فأكثر، وتوسيع مساحة العمل المشترك وعدم اجترار الماضي، وفرض هيمنته على الحاضر والمستقبل فلابد أن نعي جميعًا أن الماضي درس وعبرة وليس مسار وغاية ومنهج للانتقام"

ويؤكد أن المرحلة بحاجة لتوحيد الصف وردم الهوات المتراكمة، فالعدو الحوثي اليوم كبرت أنيابه وطالت مخالبه ولن يرحم أحد فضمان انتصاراته تكمن في انعدام الثقة داخل المنظومة السياسية التي تعمل في صف الشرعية، موضحًا بأنه "لن يكون هناك أحد في مأمن لأنه عدو مختلف شرس ولا يعترف بإنسانيتك كإنسان، فمجرد الحديث عن التداول السلمي للسلطة أو الحقوق والواجبات أمامه يعتبر ذلك خيانة وعمالة وكفر، وأقل ما سيفعله هو تغييبك قسرًا ومصادرة ممتلكاتك وتشريد أهلك، لأن تعيينه حاكمًا وفقًا لمدخلاته العقدية صادر عن الله فكيف تعترض أنت على حكم الله".

ويشير إلى أن انعدام الثقة انخفضت كثيرًا، خاصة بعد حوار ومصالحة والاتفاق على الخطوط العريضة المشتركة، ولذلك يجب خلق منطقة آمنة صلبة بين الأحزاب، غير قابلة للذوبان، وفقا لأيدلوجية وطنية صرفة، وهذا ليس بمستحيل أبدًا، مؤكدًا أن الأحزاب في تعز أزالت كثير من رواسب الماضي العالقة، ولكن يجب العمل معًا من أجل إزالة ما تبقى للتخفيف على الأقل من الهم الكبير والألم المركب الذي يتجرعه الشعب منذ عشر سنوات بلا توقف.