14 عاما على ثورة فبراير.. هل يستعيد شباب اليمن زمام المبادرة؟ (تحليل خاص)

14 عاما على ثورة فبراير.. هل يستعيد شباب اليمن زمام المبادرة؟ (تحليل خاص)

بعد أربعة عشر عاما من انطلاق ثورة الشباب السلمية في اليمن، والتي بدأت في 11 فبراير 2011م، ونتج عنها تنحي الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح ومشاركته في السلطة وفق المبادرة الخليجية، ثم تحالفه مع الحوثيين والانقلاب على السلطة الشرعية 2014، تزداد التساؤلات حول نتائج الثورة ومآلاتها، خصوصا مع تعقد المشهد السياسي في البلاد.

لم يستمر "صالح" الحليف طويلا في شراكته مع جماعة الحوثيين التي انتهت بعد نحو أربع سنوات بمقتله وانفراد الحوثيين بحكم محافظات عدة شمال اليمن مع إبقاء شراكة صورية لمؤتمر صنعاء، فيما ذهب البقية من نظام صالح للانخراط ضمن صفوف الشرعية بقيادة عضو الرئاسي العميد طارق محمد عبدالله صالح.

وبين هذا وذلك، يواصل شباب ثورة فبراير النضال لاستعادة الدولة من قبضة الحوثيين، مؤكدين أن الثورة السلمية انتقلت من الساحات إلى جبهات القتال، في امتداد طبيعي للعمل الثوري ومواجهة نتائج الثورة المضادة التي قام بها النظام السابق بالتحالف مع الحوثيين، فيما يحمل أنصار صالح ثورة الشباب نتائج ما آلت إليه الأوضاع في البلاد.

 

حلم شعب

 

يؤكد أحمد عثمان، رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح في تعز، إن 11 فبراير ليست ثورة حزب أو جهة بل هي حلم شعب، وستظل متوهجة كبذرة في قلب الأرض، ذلك أن حلم الشعب لا يموت، رغم أنه قد يواجه التحديات لكنه لا يموت أبداً، وسينبت يوماً كما تنبت سنابل الوادي وورود الجبل.

وأوضح عثمان إلى أن 11 فبراير كانت فعلًا شعبيًا ملهمًا، وأكد أن تحميلها مسؤولية أفعال البعض، سواء من الداخل أو الخارج، هو ظلم وهروب من مواجهة الحقائق. مضيفا: "الجناة الحقيقيون هم كثر، وفي مقدمتهم الانقلاب الذي أطاح بالحلم وبإجماع الشعب والحوار الوطني."

وتابع بالقول :"إن الجميع قد يكون مسؤولاً عن الواقع المأساوي الذي نعيشه اليوم وتعثر الحلم، لكن بنسب متفاوتة، أما ثورة فبراير، فقد ظلمت عندما اتُهمت بتسببها في الوضع الراهن". مؤكدا أنه لا يمكن التجني عليها، فهي حملت حلم الشعب في ثوب نظيف وقالب سلمي بعيد عن الإقصاء والانتقام والعنف.

وأشار الكاتب والسياسي اليمني إلى أن ثورة فبراير انتهت دورها في جمع الجميع على طاولة حوار وطني غير مسبوق، وذهبت لتحلم بغدٍ أفضل، محملة بسلميتها وقلبها الطيب وحيويتها المتجددة. قائلا: "لم تستخدم العنف الثوري، ولم تفتح السجون، ولم تحرص على الحكم بقبضة ثورية، بل حملت الجميع إلى حكومة انتقالية ضمت الحكم والمعارضة."

واختتم حديثه بالقول: "إن ثورة فبراير تظل ملهمة للأجيال القادمة، فقد بدأت من عمق الشعب، وستستمر في تحقيق أهدافها بمرونتها ووعيها وإبداعها الذي ينبع من روح الشعب وإرادته الممزوجة بالحلم والمعاناة والصبر."

من جانبه، اعتبر أمين المشولي، رئيس فرع حزب العدالة والبناء في تعز، أن ثورة 11 فبراير كانت نقطة تحول إيجابية ليس فقط على المستوى الوطني بل وعلى مستوى الإقليم، حيث كشفت عن الوجه الحقيقي للإمامة وأظهرت فكرها السلبي الذي لا يزال الجميع يدفع ضريبته حتى اليوم.

وأوضح المشولي في حديثه لـ"المجهر" أن الإمامة استخدمت جميع الأزمات والتداعيات الحالية في محاولة لإفشال هذه الثورة المباركة، حيث تم اختلاق العديد من الأزمات لغرض ذلك.

وأشار المشولي إلى أن أبرز إنجازات الثورة يكمن في أنها مهدت لظهور جيل جديد متسلح بالقوة فكريًا وسياسيًا واجتماعيًا وعسكريًا، حيث عملت الثورة طوال 14 عامًا على تنشئة جيل قادر على تحقيق أهدافها.

وأضاف: "ثورة 11 فبراير شرعت منذ اللحظة الأولى في الاستعداد الشامل لتحقيق حلم اليمنيين في استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب، والحفاظ على النظام الجمهوري."

وأردف المشولي أن الثورة تأخرت كثيرًا في اللجوء إلى الخيار العسكري، حيث تم الإفراط في سلميتها، وحينما لجأت إلى الخيار العسكري كانت مجبرة على ذلك.

ومع ذلك، أكد أن الثورة أثبتت قوتها وصلابتها، حيث لم يستطع أي طرف احتوائها أو السيطرة عليها. وأوضح أن القوى الثورية كان من الأجدر بها أن تتوحد وتدرس النماذج الثورية في دول أخرى استطاعت تحقيق أهدافها بأقل تكلفة ثورية ووطنية.

ولفت رئيس فرع حزب العدالة والبناء في تعز إلى أنه ليس من العدل تحميل ثورة 11 فبراير مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع اليوم، حيث تساءل: "هل أتيحت الفرصة للثورة حتى نتمكن من محاسبتها؟" وأضاف أن هذا التساؤل لا يعد بريئًا، بل يأتي في إطار محاولات تأليب البسطاء على الثورة، التي ظلت قوية ومتماسكة بفضل قوتها وقدرتها الذاتية لتحقيق أهداف الشعب اليمني في حياة حرة وكريمة.

وفي رسالته إلى شباب الثورة، أكد المشولي أنهم يدركون، وكذلك خصومهم، حتمية انتصار ثورة 11 فبراير. وأوضح أن الاختلاف يكمن في الكلفة التي سيدفعها الثوار لتحقيق هذا النصر. مشيرا إلى أن الثوار يريدون تحقيق النصر بأقل كلفة ثورية ووطنية، بينما يسعى أعداء الثورة إلى أن تتحقق الثورة بكلفة باهظة يدفعها الثوار والوطن. 

واختتم حديثه بالقول: "التاريخ يثبت أن الثورات لا تفشل، بل قد تُعيق أو تتأخر في الوصول إلى أهدافها، ولكن في النهاية تصل إلى ما تصبو إليه."


نقطة تحول فارقة

 

يعتقد عمروس الصمدي، الناشط الشبابي وأحد جرحى ثورة 11 فبراير، إن ثورة الشباب  كانت نقطة تحول فارقة في تاريخ اليمن، حيث أثبت الشعب اليمني قدرته على المطالبة بالتغيير والسعي نحو الحرية والعدالة. 

وأضاف في حديثه لـ"المجهر" أنه رغم التحديات والصعوبات التي نشأت بعد الثورة، إلا أنها فتحت الأفق لفرص إصلاحية جديدة وأظهرت عزيمة اليمنيين في مواجهة الظلم والفساد.

وأكد الصمدي أن ثورة فبراير لا تزال مصدر إلهام للجيل الجديد الذي يسعى لبناء دولة مدنية ديمقراطية تستند إلى قيم الحرية والمساواة، مشيرًا إلى أن الأمل في تحقيق تطلعات الشعب اليمني لا يزال قائمًا.

كما أوضح الصمدي أن أبرز إنجازات ثورة فبراير تكمن في إسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن لعقود طويلة، مما مهد الطريق لتحولات سياسية مهمة في البلاد. لافتا إلى أن الثورة أظهرت قوة الإرادة الشعبية وأدت إلى بداية حوار وطني شامل كان من المفترض أن يعيد بناء اليمن على أسس جديدة من العدالة والمساواة.

ومع ذلك، فقد تحدث عن أبرز الإخفاقات التي حالت دون تحقيق أهداف الثورة، مشيرًا إلى غياب القيادة الموحدة التي كانت قادرة على تحويل مطالب الثورة إلى واقع ملموس، بالإضافة إلى التدخلات الإقليمية والصراعات الداخلية التي أدت إلى تفاقم الوضع وأعاقت مسار الانتقال الديمقراطي.

وبحسب الصمدي فإن القوى الثورية يجب أن تركز على عدة محاور استراتيجية لتقديم رؤية واضحة لإنهاء انقلاب الحوثيين وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. مؤكدا أن توحيد القوى الثورية ورؤيتها السياسية، وتنسيق جهودها مع القوى الوطنية والإقليمية والدولية، يعد خطوة مهمة نحو الحل السياسي الشامل. 

كما شدد على أهمية الضغط الدولي على الحوثيين وداعميهم للقبول بمخرجات الحوار الوطني، والعمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس جديدة.

وفيما يتعلق بتعزيز استقرار اليمن، أكد الصمدي على ضرورة إبقاء الشعب في قلب العملية السياسية والعمل على تمكينه من المشاركة في اتخاذ القرارات الوطنية، مضيفًا أن التركيز على التفاوض والحلول السلمية يبقى الخيار الأمثل لتجنب التصعيد العسكري.

وفي ختام حديثه، وجه الصمدي رسالتين إلى شباب الثورة والقوى السياسية المختلفة في اليمن، حيث قال لشباب الثورة: "أنتم الأمل في بناء اليمن الجديد، تمسكوا بمبادئ الثورة من حرية وعدالة ومساواة، ولا تدعوا اليأس يتسلل إليكم." مضيفا أن الثورة ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي مسار مستمر نحو التغيير الإيجابي، داعيًا إياهم إلى الوحدة والتعاون.

أما للقوى السياسية المختلفة، فقد دعا إلى التفاهم والتنسيق بين جميع الأطراف السياسية والعمل معًا من أجل المصالحة وبناء السلام المستدام، مؤكدًا أن اليمن بحاجة إلى حلول حقيقية الآن أكثر من أي وقت مضى.

 

امتداد لنضال اليمنيين

 

يرى علي الفقيه، الكاتب الصحفي، أن ثورة فبراير كانت محطة نضالية وطنية امتدادًا لنضال اليمنيين الطويل من أجل بناء دولة العدالة والمواطنة المتساوية وسيادة القانون.

وأضاف في حديثه لـ"المجهر" أن الثورة كانت تحركًا شعبيًا لإحياء روح الجمهورية التي كادت أن تذوي بسبب الجمود والانسداد السياسي، حيث توقفت عجلة التغيير وازداد نفوذ قوى الفساد ولوبيات المصالح، وانتعشت أحلام التوريث التي تتناقض مع روح النظام الجمهوري وأهداف ثورة سبتمبر.

وأشار الفقيه إلى أن الثورة لم تحقق جميع أهدافها، لكنه أكد أن ذلك لا يعني تحميلها مسؤولية ما أصاب البلاد بعد ذلك. وأوضح أن ما شهدته البلاد منذ عام 2014 وحتى اليوم من عودة للإمامة كان نتيجة تراكم السلبيات التي رافقت الأنظمة المتعاقبة منذ قيام ثورة سبتمبر وحتى اللحظة.

وأكد أن قوى الثورة اليوم معنية باستخدام هذه المناسبات لتوحيد الصفوف وتجاوز الانقسامات، والتوحد خلف خطاب وطني جامع يمكنها من تحقيق تطلعات الشعب اليمني في دحر الإمامة الجديدة واستعادة الدولة التي ناضل من أجلها أجيال من اليمنيين.

ودعا الكاتب الصحفي علي الفقيه إلى عدم تحويل ذكرى 11 فبراير إلى مناسبة للانتقادات وإذكاء الضغائن والخلافات الماضية، مشيرًا إلى أن الخطر الوجودي الذي يهدد كل المكتسبات الوطنية أكبر بكثير من الخلافات السياسية التي نشأت في الماضي، والتي عبر من خلالها الحوثيون عن نفوذهم في قلب العاصمة صنعاء، مما غير مجرى الحياة في البلاد.

وختم الفقيه حديثه بتوجيه رسالة تدعو إلى استلهام الدروس والعبر من كل مناسبة وتنظيم الخلافات بشكل يصبح مصدر قوة. مضيفا: "المشكلة ليست في وجود أفكار ورؤى مختلفة، بل في فشلنا في إدارة هذا الاختلاف تحت سقف الجمهورية اليمنية ومبادئ ثورة سبتمبر العظيمة التي يزعم الجميع الإيمان بها، رغم اختلاف طرق التعبير عنها."

 

فرصة لبناء المستقبل

 

يؤكد مازن عقلان، الصحفي والناشط السياسي، أن ثورة فبراير قدّمت فرصة لليمن من أجل بناء مستقبل مشرق، حيث كانت تحولًا إيجابيًا رفعت من خلالها أسمى الأهداف والمطالب بالحرية والكرامة والحقوق والمواطنة، إضافة إلى حق الشعب في اختيار من يحكمه.

وأوضح في حديثه لـ"المجهر" أن منجزات فبراير على المدى القريب تتمثل في نجاح حكومة باسندوة التي خفضت التضخم، وظّفت 60 ألف موظف جديد، وسلّمت علاوات الموظفين المتوقفة منذ عام 2005 حتى 2011، بالإضافة إلى تثبيت سعر صرف العملة الوطنية، أما على المدى البعيد، فقد أنجزت ثورة فبراير وثيقة الحوار الوطني التي يمكن أن تُعتمد كأساس لتأسيس حكم رشيد ومستقبل أفضل.

وأضاف عقلان أنه يمكن لقوى الثورة تقديم رؤية واضحة لإنهاء الانقلاب الحوثي من خلال العودة إلى مخرجات الحوار الوطني، مع رفض جميع المفاوضات الأممية التي تغلب مصلحة المليشيا على مصلحة الشعب اليمني. مشيرا إلى أن ما يعيشه اليمن اليوم هو نتيجة الانقلاب على مخرجات ثورة فبراير، وعلى الوضع الذي هيأته الثورة لتأسيس دولة يمنية جمهورية يعيش فيها الشعب بكرامة وحرية.

وختم عقلان رسالته بالقول إن انتصار الثورات أمر حتمي، مهما تعرضت للقمع والتهم الباطلة، لافتا إلى أن انتصار الثورة السورية هو مثال حي على ذلك.
من جهته، يعتقد عبدالجبار نعمان، الإعلامي والناشط الشبابي، أن ثورة 11 فبراير كانت نقطة تحول إيجابية في التاريخ اليمني المعاصر، معتبرًا إياها أعظم حدث بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر. 

وأكد أن ثورة الشباب السلمية ساهمت في التبادل السلمي للسلطة بتضحيات أقل، وتمخضت عنها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي أسس لإقامة دولة اتحادية مدنية ديمقراطية، وهو ما كان من صلب أهداف الثورة.

وفيما يخص الإنجازات والإخفاقات، أشار نعمان في حديثه لـ"المجهر" إلى أن من أبرز إنجازات الثورة هي المبادرة الخليجية التي سهلت الانتقال السلمي للسلطة، ومؤتمر الحوار الوطني الذي جمع كافة المكونات اليمنية وخرج بمخرجات تضمن إقامة دولة اتحادية مدنية تضمن العيش الكريم والمواطنة المتساوية.

أما الإخفاقات، فقد تمثلت في المحاصصة الحزبية في الوظائف العليا بالدولة، بعيدًا عن التوافق الوطني. بحسب نعمان الذي أوضح أن المحاصصة ساهمت في استيعاب النظام الذي قامت عليه الثورة، مما أدى إلى تفشي الفساد وأحبط المشاركين في الثورة، كما مهدت الطريق للحوثيين للانقلاب على مخرجات الحوار الوطني
.
وفيما يخص سبل إنهاء انقلاب الحوثيين وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، شدد نعمان على ضرورة توحيد الجهود والتحرك لاستعادة العاصمة صنعاء. لافتا إلى أن القضاء على مشروع الحوثي السلالي يتطلب تجاوز الخلافات البينية والالتفات نحو الهدف الكبير المتمثل في الحفاظ على يمن واحد، وهو ما يتعارض مع بقاء الحوثيين الذين أوجدوا يمنًا ممزقًا.

وفي تعليق على من يحمّل ثورة فبراير مسؤولية الأوضاع الحالية، قال نعمان إن ما حدث كان نتيجة تحالف الضرورة بين صالح والحوثيين، وهو بمثابة ثورة مضادة. مضيفا: "من يلوم الثورة على إدخال الحوثيين إلى ساحة الحرية في 2011، يجب أن يسأل كيف سمحت القوات المسلحة وأجهزة الأمن التي كانت حينها تحت سلطة صالح للحوثيين بالعبور من صعدة إلى صنعاء."

وفي رسالته لشباب الثورة والقوى السياسية بمناسبة ذكرى 11 فبراير، دعا نعمان إلى التوحد والاصطفاف وتناسي الماضي، مشيرًا إلى أن الحوثيين سيتنقضون على الجميع، ولا يمكنهم استهداف طرف واحد وترك الآخر. وأكد أن الحوثيين سبق لهم الانقلاب على مخرجات الحوار الوطني وعلى جميع المكونات التي تشارك اليوم في مواجهتهم.

ختاما؛ رغم ما مرت به ثورة 11 فبراير من محطات صعبة وأزمات متتالية، إلا أن حلم الشعب اليمني في بناء دولة الحرية والعدالة لا يزال حيًا، فعلى الرغم من التحديات الحالية، تظل هذه الثورة مصدر إلهام للأجيال القادمة، حيث أن الأمل في غدٍ أفضل يظل راسخًا.

رسائل شباب الثورة في ذكراها الرابعة عشرة سلطت الضوء على أهمية الوحدة والتنسيق بين جميع القوى الوطنية لإنقاذ اليمن واستعادة الدولة التي ناضل من أجلها الأجيال من قبضة جماعة الحوثي الإرهابية.