المجهر- متابعة خاصة
قال مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، إن زيارة الحوثي علنًا للسعودية، يأتي في وقت تعتبر فيه جماعة الحوثي ضعيفة نسبيًا.
وأضاف المركز في تعليقه على الزيارة نشرها يوم الاثنين، إن الجماعة تواجه ضغوطًا اقتصادية متزايدة في الداخل.
وأوضح أن وقف الأعمال العدائية منذ توقيع الهدنة العام الماضي مهد الطريق أمام الجمهور للمطالبة برواتبهم التي تم تعليقها بحجة الحرب، وأصبحت الانتقادات السياسية المتزايدة والاحتجاجات العامة حول هذه القضية مصدر قلق حقيقي للجماعة.
وأشار المركز إلى إن جماعة الحوثي، تواجه تحديات خطيرة في ظل الهدنة والتوجه نحو السلام، وقد يكون السلام أكبر تحد تواجهه الجماعة القلقة المرتابة التي نشأت في ظل الحرب، وحققت كل مكاسبها بالحرب.
وأضاف: "قد يحدث انقسام بين أولئك الذين خدموا في سلطات الحوثيين على مدار الحرب، وحققوا ثروة من خلال ذلك، وأولئك الذين عادوا مؤخرًا من الخطوط الأمامية، والذين يشعرون الآن بالغيرة من هذه المكاسب غير المشروعة".
وأكد المركز أن الجماعة الحوثية تواجه غضبًا شعبيًا متزايدًا بسبب الفساد، وجمع مبالغ ضخمة من المال من خلال الضرائب والجبايات والزكاة والخمس، دون أي خدمات أو رواتب في المقابل، ومع السلام تفقد الجماعة قدرتها على إلقاء اللوم لإخفاء إخفاقاتها.
وأشار المركز إلى أن الحوثيين أنشأوا الآن دولتهم الخاصة، حيث يضعون أيديولوجيتهم موضع التنفيذ، ومن غير المرجح أن يقنعهم أي شيء بالتنازل وتقاسم السلطة، ولكن مع استمرار عدم كفاءتهم، وفسادهم، وسوء إدارتهم، فإن الجماعة سوف تواجه أزمة شرعية جديدة.
وتابع، قد يواجه الحوثيون صعوبات في الحفاظ على تماسكهم وسط تزايد الخلافات بين أعضائهم حول الثروة والنفوذ، ويؤيد أحد أجنحة الجماعة التقارب مع السعودية بسبب الفوائد الاقتصادية المتوقعة، بينما يتأثر جناح آخر أيديولوجياً بإيران وينظر إلى المصالحة بتوجس عميق.
وحسب المركز فإن خيارات جماعة الحوثي محدودة في مواجهة أزمة الشرعية والانقسام العسكري المحتمل في صفوفها، مثل أن تقوم الجماعة على إصلاح نفسها، وهو أمر مستبعد، والخيار الثاني أن تعمل على استئناف الحرب للحفاظ على وحدة الجماعة من التشظي والقضاء على الغضب الشعبي.
اقرأ أيضا: القوات الحكومية تُحبط هجومًا حوثيًا شمال غرب الضالع