أعلنت حركة حماس، مساء الجمعة، قبولها بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرامية إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، في خطوة اعتبرها مراقبون تحولاً نوعيًا في مسار الصراع بالمنطقة.
وقالت الحركة في بيان رسمي، إنها حرصًا على وقف العدوان وحقن دماء الفلسطينيين، توافق على الإفراج عن جميع الأسرى أحياءً وجثامين وفق المقترح الأميركي.
كما أبدت الحركة استعدادها لتسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية من المستقلين يجري التوافق عليها وطنياً وبدعم عربي وإسلامي.
وأكدت أن مستقبل القطاع وحقوق الشعب الفلسطيني ستُناقش في إطار وطني جامع يستند إلى قرارات الشرعية الدولية.
وسارع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى الترحيب بموقف حماس، حيث كتب على منصته "تروث سوشيال" أن الحركة تبدو مستعدة لسلام دائم، داعيًا إسرائيل إلى وقف قصف غزة فورًا لتمكين إطلاق الأسرى بأمان وسرعة.
إلى ذلك، نشر البيت الأبيض نص بيان حماس على منصاته الرسمية، مؤكدًا أن ترامب سيقدم قريبًا ردًا تفصيليًا على إعلان الحركة.
ولاقت الخطوة ترحيبا عربيا ودوليا واسعا، إذ اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الموقف "مشجعًا"، وحث الأطراف على اغتنام الفرصة لإنهاء الحرب.
فيما أعلنت قطر أنها بدأت تنسيقًا مع مصر والولايات المتحدة لاستكمال المحادثات، مؤكدة أن التطور يمثل فرصة حقيقية لوقف نزيف الدم الفلسطيني.
من جهتها، رحّبت مصر برد حماس واعتبرته دليلاً على الحرص على حقن الدماء، مؤكدة عزمها بذل أقصى الجهود مع الأطراف العربية والإسلامية والدولية للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فدعا الحركة إلى تنفيذ التزاماتها دون تأخير معتبرًا أن هناك فرصة لإحراز تقدم حاسم نحو السلام.
وفي إسرائيل، كشفت صحيفة "أكسيوس" أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فوجئ برد حماس، بعد أن توقع رفضها للمبادرة، في حين رأت الأجهزة المعنية بملف الرهائن أن الموقف إيجابي ويفتح الباب لاتفاق محتمل.
وبدوره دعا زعيم المعارضة يائير لابيد، حكومة نتنياهو إلى الانضمام فورًا إلى المباحثات التي يقودها ترامب، مؤكدًا وجود دعم سياسي داخلي للمضي قدمًا في الصفقة.
كما عبّرت هيئة عائلات الأسرى المحتجزين في غزة عن تأييدها لجهود الرئيس الأميركي، مشددة على ضرورة وقف الحرب لحماية حياة المخطوفين.
وتتضمن خطة ترامب وقفًا شاملاً لإطلاق النار، وتبادلاً للأسرى، وتسليم إدارة غزة لهيئة فلسطينية مستقلة، فضلاً عن إطلاق عملية إعادة إعمار واسعة للقطاع ورفض أي مشروع لتهجير الفلسطينيين.
ورغم موافقتها على الخطوط العريضة، أكدت حماس أن مستقبل غزة وحقوق الشعب الفلسطيني يجب أن يناقش ضمن إطار وطني جامع، فيما شدد القيادي في الحركة موسى أبو مرزوق، على أن التفاصيل الشائكة تحتاج إلى تفاهمات ومفاوضات مطولة.
وفي تصريحات لقناة الجزيرة، أوضح القيادي في الحركة أبو مرزوق أن الأولوية لحماس هي وقف الحرب والمجازر بحق المدنيين، مشيرا إلى أن الحركة تعاملت بإيجابية مع النقاط الخاصة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ومؤكدًا أن سلاح المقاومة سيُسلَّم إلى الدولة الفلسطينية القادمة.
تابع المجهر نت على X
