ظهور مُسجل لزعيم الحوثيين بعد غياب 7 أسابيع يثير تساؤلات حول طبيعة قيادته

ظهور مُسجل لزعيم الحوثيين بعد غياب 7 أسابيع يثير تساؤلات حول طبيعة قيادته

عاد زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي للظهور عبر خطاب متلفز مسجّل، هو الأول له منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، منهياً غياباً استمر نحو سبعة أسابيع، غير أن هذا الظهور بحسب تحليل لموقع (The Ideology Machine)، كشف عن دلالات أعمق مما حمله مضمون الخطاب ذاته.

وبحسب التحليل، لم يكن زعيم الحوثيين حاضراً في سياق الاحتجاج على حادثة تدنيس القرآن، رغم أن المظاهرات اجتاحت المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والمناطق القبلية، وترافقت مع نشاط إعلامي مكثف يحمل اسمه. ورغم ذلك، جاء الخطاب منفصلاً كلياً عن هذا الواقع، ما مثّل خروجاً غير مألوف عن نمطه السابق القائم على التفاعل المباشر مع المستجدات.

وطغى على الخطاب الطابع الديني والعقائدي، فيما خلا تقريباً من أي إشارات سياسية آنية، واكتفى بتكرار مواقف عامة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل والتطبيع، دون ربطها بسياق أحداث الشهر الجاري.

كما تجاهل أحداثاً بارزة شغلت الإعلام الحوثي، بينها مقتل قيادي بارز في حزب الله، وتصعيد المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت، ونعي قيادات عسكرية حوثية شُيعت قبيل الخطاب بيوم واحد.

ويشير التحليل إلى أن هذا الغياب المتعمد عن القضايا الساخنة يعزز فرضية أن الخطاب سُجّل مسبقاً، قبل وقوع عدد من التطورات المفصلية، ما يحوّله إلى رسالة رمزية أكثر منه أداة قيادة فعلية.

ويرى التحليل أن غياب الحوثي لم يكن نتيجة أزمة مفاجئة، وإنما جزءاً من إدارة محسوبة للمشهد، بدليل استمرار عمل المؤسسات والتعبئة الجماهيرية، وغياب أي ارتباك في الخطاب الإعلامي، ومع ذلك، فإن طول الغياب بات عبئاً رمزياً، ما استدعى تقديم "دليل بصري" حسب وصفه، على بقائه حاضراً، دون المخاطرة بظهور حي.

وخلص التحليل إلى التأكيد على أن "هذا لا يعني بالضرورة أزمة للحوثيين؛ فكثير من الأنظمة الاستبدادية تعمل بهذه الطريقة، لكن في الوقت الحالي يبقى السؤال: أين عبد الملك؟"