الخميس 21/نوفمبر/2024
عاجلعاجل

تفاصيل مثيرة عن ظروف مقتل قائد القوات الجوية لجماعة الحوثيين (تقرير خاص)

تفاصيل مثيرة عن ظروف مقتل قائد القوات الجوية لجماعة الحوثيين (تقرير خاص)

المجهر- تقرير خاص

في كل مرة تعلن جماعة الحوثي، وفاة أحد قياداتها، وسط تحفظ كبير عن الأسباب، الأمر الذي يجعل كثير من اليمنيين أمام تساؤل وحيد، هل يسعى الحوثيون للتخلص من القيادات البارزة ضمن مسلسل الصراعات البينية، وكثيرة هي الشواهد التي تثبت ذلك، بدءًا من غموض حادثة حسن إيرلو، سفير إيران السابق، وانتهاءً بوفاة أحمد الحمزي، قائد القوات الجوية لدى الحوثيين.

أمس الأحد، أعلنت جماعة الحوثي، وفاة القائد الحمزي، المدرج على لائحة العقوبات الدولية التابعة لمجلس الأمن باعتباره المسؤول عن تنفيذ سلسلة من الهجمات الصاروخية، والمسيرة الداخلية وكذلك العابرة للحدود ضد منشآت مدنية واقتصادية حيوية، وارتكاب أعمال تهدِّد الاستقرار في اليمن.

وفي بيان رسمي، نعت جماعة الحوثي، أحمد علي حسن الحمزي، أحد أبرز قياداتها العسكرية، المنتحل صفة قائد القوات الجوية والدفاع الجوي برتبة لواء، والمدرج مؤخرًا ضمن لائحة الإرهاب السعودية وقائمة الإرهاب الأميركية.

وبحسب مصادر مقربة من مكتب مهدي المشاط فإن سبب وفاة القائد الحمزي، نتيجة إصابة سابقة على إثرها توفي، الأمر الذي يثبت ما أوضحته مصادر "المجهر" بأنه قتل في منطقة وادي حباب بصرواح، جراء انفجار صاروخ كانت الجماعة تحاول استهداف مأرب.

كما تفيد المعلومات التي توصل إليها "المجهر" بأن الحمزي المكنى "أبو شهيد" هو واحد من أخطر قيادات الحوثي، بصفته المسؤول الأول عن برنامج الطائرات المُسيرة، ومن المرجح أنه لقى مصرعه إثر الصراعات البينية التي تضرب صفوف الحوثي.

من هو الحمزي

ينحدر القائد الحمزي من منطقة مران بمحافظة صعدة المعقل الرئيس للحوثيين، عمل مشرفًا لقاعدة الديلمي الجوية بداية الإنقلاب الحوثي، لكن برز اسمه بعد تعيينه من قبل زعيم الجماعة، قائدًا لما يسمى "القوات الجوية والدفاع الجوي" في صنعاء 2019، وذلك بعد سنوات من عمله كممثل له في تنسيق الدعم الخارجي.

وعلى الرغم من أنه لا يحمل أي صفة عسكرية، بيد أنه تلقى تدريبات في إيران ويدين بالولاء لها؛ صعد الحمزي إلى هذا المنصب كمسؤول شكلي من ذوي الثقة لتسهيل أعمال خبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الذين يشرفون على تجميع وتهريب الطائرات المفخخة والمسيرة من إيران وتوجيه أهدافها وتدريب العناصر الحوثية عليها.

وقالت مصادر خاصة لـ"المجهر" إن الحمزي عمل ممثلًا لزعيم جماعة الحوثي، لتلقي الدعم الخارجي المادي والعسكري، ومنسقًا لدوائر المخابرات الحوثية والإيرانية في لبنان وطهران وبعض الدول الأوروبية والخليجية، متنقلًا بجواز سفر وهوية مزيفة.

وأضافت المصادر أن الحمزي ارتبط بأجهزة مخابرات خارجية متعددة مساندة لجماعة الحوثي، كما عمل مسؤولًا عن عمليات تهريب الأسلحة، وقطع الطيران المسير، إذ كان يدير غالبية عمليات التهريب من قلب صنعاء.

وأشارت المصادر إلى أن ارتباطاته الواسعة مع تجار ومهربي السلاح، بدأت عقب عمله مع تاجر السلاح الشهير "فارس مناع" المدرج بقوائم عقوبات مجلس الأمن، كما رصدت الأجهزة الأمنية باليمن شبكة واسعة يديرها "الحمزي" وتنشط في تهريب المخدرات لليمن.

لم تتوقف علاقات الحمزي وارتباطاته بزعيم الحوثيين فحسب، بل ترتبط أسرة الحمزي بشكل عام بإيران، خصوصًا محسن الحمزي، وصالح الحمزي اللذين درسا في مدينة قم الإيرانية منذ التسعينات وحتى عام 2000، حيث أصبحا من أبرز أعلام الزيدية الجارودية.

وتربط محسن الحمزي علاقة مصاهرة مع حسن إيرلو سفير ايران السابق الذي توفيا بضروف غامة هو الأخر 2021، حيث تزوج من أمة الرحمن الحمزي.

مطلوب دولي

وفي مارس 2021، أدرجت واشنطن أحمد الحمزي إلى جوار منصور السعادي على لائحة الإرهاب لمسؤوليتهما عن هجمات طالت المدنيين وسفن الشحن والإغاثة، فيما أدرجته السعودية في فبراير من العام ذاته لارتكاب ذات الجرائم.

كما أدرج مجلس الأمن الدولي "الحمزي" إلى جانب منصور السعادي أبو سجاد ومطلق المراني أبو عماد مطلع أكتوبر 2022 على "القائمة السوداء" لتهديدهم السلم والأمن في اليمن.

وجاءت عقوبات مجلس الأمن على القادة الحوثيين الثلاثة تتويجًا لعقوبات أوسع وأشمل اتخذتها السعودية والإمارات وأمريكا لعزل ومحاصرة جماعة الحوثي، فضلًا عن تصعيدها وإفشالها الهدنة الأممية.