المجهر- تقرير خاص
اعتدى مسلحون حوثيون، أمس الخميس، على الصحفي مجلي الصمدي، أمام منزله في العاصمة صنعاء، وأوسعوه ضربًا ثم لاذوا بالفرار.
وعقب الحادثة، اعترف القيادي في جماعة الحوثيين حسين العزي ضمنيًا وبلهجة تشفٍ بالاعتداء على رئيس إذاعة صوت اليمن المغلقة من قِبل الجماعة ذاتها مجلي الصمدي ملفقًا له تهمة "الإساءة للرسول".
ونشر القيادي العزي تدوينة على منصة إكس (تويتر سابقا) يقول فيها: "سلامتك أخي مجلي نحن نبذل الجهدلحمايتك أكاد أجزم أنك لم تقصد الإساءة لرسول الله ولكن قديكون مواطنون كثر فهموا العكس والحقيقة ما كان ينبغي أن تذكر النبي بتلك الطريقة النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم أقترح تعتذر أوتحذف باقي تغريداتك حتى لاتبقى تعرضك لخطر سوء الفهم لا سمح الله، ساعدنا على حمايتك".
وكان الصحفي مجلي الصمدي نشر منشورات عبر صفحته بالفيسبوك مطالبًا جماعة الحوثيين بصرف راتبه على خلفية استعدادات الجماعة للاحتفال بمولد النبي الذي تصرف فيه الجماعة مبالغ خيالية فيما الموظفين محرومين من رواتبهم منذ أكثر من 8 سنوات.
وجاء في منشورات الصمدي "حقي وراتبي قبل النبي، النبي مش محتاج لي أنا محتاج راتبي "، لافتًا إلى أن صرف الرواتب هي الأولوية التي يحتاجها الناس في ظل الظروف الأقتصادية الصعبة.
وأضاف في منشور يعبر فيه عن حال القمع للحريات التي تمارسه جماعة الحوثي في مناطق سيطرتها " تعبناااااا مولد نبووووي نشتي مولد للحقوق والحريات ونحتفل جمعة ".
وكانت الحكومة الشرعية قد التزمت بدفع رواتب كافة موظفي الدولة مقابل توريد جماعة الحوثي إيرادات ميناء الحديدة لحساب خاص في البنك المركزي بالمحافظة تنفيذاً لاتفاق السويد الموقع بين الحكومة وجماعة الحوثي في 13 ديسمبر عام 2018.
وكشفت الحكومة الشرعية أن إيرادات الوقود من ميناء الحديدة بلغت 200 مليون دولار منذ بداية الهدنة فيما تتنصل جماعة الحوثي من صرف رواتب الموظفين في مناطقها.
وكان خبراء اقتصاديون قدروا تكاليف الاحتفال بالمولد النبوي بأكثر من 6 ملايين دولار منها 3 ملايين دولار تم جمعها بفرض الإتاوات على صغار التجار وجمع التبرعات من رجال الأعمال.
ويأتي اعتداء جماعة الحوثيين على الصحفي الصمدي في ظل عمليات قمع وانتهاكات واسعة تمارسها الجماعة على اللعاملين في الوسط الصحفي والإعلامي.
والأسبوع الماضي ،أفرجت جماعة الحوثيين على الصحفي فهد الأرحبي بعد أكثر من شهرين ونصف من اختطافه من منزله من محافظة عمران (شمالي البلاد).
وأفادت مصادر حقوقية، بأن اختطاف الأرحبي مطلع يونيو الماضي على خلفية كشفه معلومات تفيد بتورط نافذ حوثي في الاستيلاء على قطعة أرض مملوكة لعمال مصنع اسمنت عمران
وأواخر يوليو الماضي، ختطفت جماعة الحوثيين الصحفي مجدي عقبة على خلفية الانتقادات التي بدأ يهاجم بها جماعته على خلفية الفساد وقرارتها الطائفية والذي آخرها فصل الطلاب عن الطالبات.
ومن الملفات التي تطرق لها عقبة في تناولاته على صفحته في منصة إكس (تويتر سابقا) ملف الاغتيالات والتصفيات السابقة التي طالت قيادات كبيرة كانت تعد مرجعيات سياسية للجماعة كمحمد عبدالملك المتوكل، وعبدالكريم جدبان، وأحمد شرف الدين وعبدالكريم الخيواني.
وترفض جماعة الحوثيين الإفراج عن الصحفيين محمد عبده الصلاحي المختطف منذ 2018، والصحفي محمد الجنيد المختطف منذ 2018م رغم قرار المحكمة بالإفراج عنهما، فيما لا يزال مصير الصحفي وحيد الصوفي المخفي قسرا في صنعاء منذ 6 ابريل 2015 مجهولا.
وفي نوفمبر 2021 اختطفت جماعة الحوثي الصحفي الرياضي ماجد ياسين من وسط مدينة إب على خلفية منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي.