الاثنين 16/سبتمبر/2024
عاجلعاجل

استهداف ممنهج.. جماعة الحوثي تصعد حربها ضد التيار السلفي في اليمن (تقرير خاص)

استهداف ممنهج.. جماعة الحوثي تصعد حربها ضد التيار السلفي في اليمن (تقرير خاص)

المجهر- تقرير خاص

منذ انقلاب جماعة الحوثيين في سبتمبر/ أيلول 2014 صعّدت الجماعة انتهاكاتها بحق التيار السلفي ذو التوجه السني في المناطق الخاضعة لسيطرتها بعد أن هجرتهم قسريًا من المعقل الرئيسي لهم في دماج بمحافظة صعدة إثر خوضها معارك ضدهم فيما عرف بـ"حرب دماج".

وتمارس جماعة الحوثيين العديد من الانتهاكات التي تطال أتباع التيار السلفي في المناطق الخاضعة لسيطرتها حيث أقدمت الجماعة على إغلاق العشرات من مراكز تحفيظ القران التابعة للسلفين، وحولت بعضها إلى مقرات تابعة للجماعة، كما فجرت مراكز أخرى بعد أن أجبرتهم على تسليمها وطردت الطلاب منها.

حرب عقائدية

بدأت جماعة الحوثيين حربها على السلفيين على خلفية وجود مركز دار الحديث السلفي الذي يتكون من عدة مراكز في عدة محافظات ويضم الآلاف من طلاب العلوم الشرعية، وهو ما تعتبره الجماعة خطرًا عليها وتهديد لوجود فكرها الطائفي.

وشهد 20 أكتوبر/ تشرين أول 2011  أول خطوة لجماعة الحوثي بحربها ضد السلفيين حيث منعت دخول أية مواد غذائية أو أدوية أو مستلزمات طبية إلى معقل التيار السلفي بمنطقة دماج في صعدة، كما منعت الطلاب المستجدين من الالتحاق بدار الحديث في ذات المنطقة.

وفي عام 2013 بدأت جماعة الحوثيين حربها الفعلية ضد التيار السلفي في اليمن وفرضت حصارا مشددًا على منطقة دماج أعقبه مواجهات عنيفة بين الطرفين سقط على إثرها المئات من القتلى والجرحى من الأهالي وتدمير شبه كلى للبنية التحتية نتيجة القصف الحوثي للمنطقة.

وكشف تقرير سابق عن حرب جماعة الحوثي ضد تيار السلفيين في دماج بمحافظة صعدة موثقا 1154  انتهاك منها 199 حالة قتل بينهم 29 طفل و 4 نساء وبلغت الإصابات في 599 بينهم 71 طفل و 9 نساء وتعرضت 33 امرأة للإجهاض بسبب الخوف خلال القصف.

استهداف ممنهج

يرى حقوقيون بأن جماعة الحوثيين تسعى من حربها ضد التيار السلفي في اليمن بدءً من حربها في دماج المعقل الرئيسي للتيار لتصفية أهل السنة والسلفيين وتحويل محافظة صعدة إلى منطقة ذات مرجعية شيعية ومعقل رئيسي للمذهب الشيعي باليمن.

وما يؤيد ذلك هو قيام الحوثيين بتحويل المراكز الخاصة بالسلفيين بعد السطو عليها إلى مراكز خاصة بالجماعة تتم فيها تعبئة الاجيال طائفيًا، وتجندهم لخدمة أفكارها العنصرية وتوسيع نطاق مذهبها وتواجده في جميع المناطق الخاضعة لها.

ومن جهته، يعتقد الصحفي والباحث اليمني همدان العليي أن الاستهداف الممنهج الذي تقوم به جماعة الحوثيين ضد التيار السلفي في البلاد، من خلال عمليات التضييق على أنشطتهم ومراكزهم الدينية، وتهجيرهم وتجوييعهم، والتحريض عليهم، الهدف منه هو سعي الجماعة لإنهاء الوجود السني في اليمن.

ويؤكد العليي، بأن سياسة الإبادة الثقافة التي ينتهجها الحوثيون يأتي من كون الجماعة منغلقة ولا تستطيع أن تتفق مع أحد، وقد استهدفت الكثير من المكونات سواء الدينية أو السياسية أو الأقليات، وكل من يختلف معها سياسيًا وعقائديًا تقوم باستهدافه.

إغلاق المراكز

أقدمت جماعة الحوثي السبت الماضي على اقتحام  مركز الخير لتحفيظ القران التابع للسلفيين بمديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء واعتدت على عدد من طلاب المركز والمشائخ الذين يدرسون فيه واقتياد عددًا من الطلاب والقائمين على المركز  إلى سجونها.

وخلال الأيام الماضية أغلقت الجماعة عددًا من مراكز التحفيظ بمختلف مديريات محافظة البيضاء وأستبدلت العديد من الخطباء وأئمة المساجد من غير الموالين لها.

وفي مايو/ أيار الماضي أقدمت جماعة الحوثيين في العاصمة صنعاء على إغلاق عددًا من المراكز حيث أغلقت مركز عمار بن ياسر لتحفيظ القرآن في حي النور بمديرية الصافية بحجة أنّه يعيق المسيرة القرآنيّة في خطوة مباشرة للتحريض ضد المراكز التابعة للسلفيين.

وفي ذات السياق قامت الجماعة بإغلاق أحد أهم المراكز التابعة للسلفيين لتحفيظ القرآن في مسجد السنة بمنطقة سعوان في صنعاء للأسباب ذاتها وقامت باختطاف عددًا من طلاب المركز.

وفي أبريل/ نيسان الماضي داهمت جماعة الحوثيين مركز معاذ بن جبل لتحفيظ القرآن الكريم ومخبزًا خيريًا تابعا للسلفيين ومنزل الشيخ السلفي عبدالسلام النهاري في منطقة جدر بصنعاء أثناء غيابه في مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة واعتدى مسلحي الجماعة على زوجة النهاري وأطفاله ونهبوا بعض ممتلكاته كما قاموا باختطاف نحو 40 من المصلين في المسجد ورواد المركز أثناء قراءتهم للقرآن الكريم، وفق مصادر حقوقية.

انتهاكات مستمرة

مدينة إب هي الأخرى شهدت إغلاق العديد من المراكز حيث أقدمت جماعة الحوثي في 24 مايو/ أيار على اقتحام مسجد التوحيد بمدينة إب واختطفت إمام وخطيب المسجد صلاح مطهر الصديق واقتادته إلى جهة مجهولة، وقامت بطرد 400 طالب من مركز التحفيظ التابع للمسجد وحولته إلى مركز صيفي مغلق لتعبئة عقول الأطفال بالأفكار الطائفية، وفق حقوقيين.

كما أقدمت الجماعة على إغلاق مدرسة تحفيظ للقرآن الكريم في مديرية الرضمة أواخر مارس/ آذار 2022 بذريعة أن مدرسة التحفيظ مخالفة ولا تدرس فيها ملازم مؤسس الجماعة حسين الحوثي.

ومطلع العام 2021 أقدم المشرف في جماعة الحوثيين أبو علي الرداعي على اقتحام مركز الإمام الذهبي والسيطرة عليه واختطاف إمام وخطيب الجامع التابع للمركز في منطقة الدليل شمال مدينة إب.

وكشفت وزارة الأوقاف التابعة للحكومة المعترف بها دوليًا أن جماعة الحوثيين استهدفت قرابة 750 مسجداً في اليمن توزعت بين التفجير الكلي والقصف بالسلاح الثقيل والنهب لكافة محتوياتها وكذلك تحويلها إلى مخازن للأسلحة ومنها 79 مسجدًا ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم تم تفجيرها منذ أواخر 2014 وحتى 2019.

اقرأ أيضا: عزوف وإقبال ضعيف.. التعليم الجامعي يحتضر تحت سلطة الحوثيين (تقرير خاص)