الخميس 21/نوفمبر/2024
عاجلعاجل

وكيل وزارة الداخلية اللواء المحمودي لـ"المجهر": الحوثيون يرفضون السلام للهروب من التزاماتهم تجاه مناطق سيطرتهم (حوار خاص)

وكيل وزارة الداخلية اللواء المحمودي لـ"المجهر": الحوثيون يرفضون السلام للهروب من التزاماتهم تجاه مناطق سيطرتهم (حوار خاص)

مع تصاعد أحداث البحر الأحمر، وتصنيف الولايات المتحدة الأمريكية لجماعة الحوثيين "منظمة إرهابية عالمية" تقول الحكومة المعترف بها دوليًا إنها تبذل جهودًا مع شركائها الإقليميين والدوليين لتفادي عسكرة البحر الأحمر، معتبرةً أن ما يقوم به الحوثيون لا يعد سوى محاولة البحث عن "بطولات وهمية عقب تراجع الحاضنة الشعبية للجماعة بصورة كبيرة". 

وللحديث حول هذا الموضوع، والتعرف على موقف الحكومة من الأحداث في البحر الأحمر، والإجراءات العملية التي تقوم بها، وما ستؤول إليه المنطقة بفعل الاضطرابات المستمرة، التقى موقع المجهر الإخباري وكيل وزارة الداخلية اللواء محمد عبدالله إبراهيم المحمودي وأجرى معه الحوار التالي. 


نص الحوار: 

 

- نرحب بك معالي اللواء، في البداية حدثنا عن موقف الحكومة من أحداث البحر الأحمر؟

 

- الحكومة الشرعية بقيادة المجلس الرئاسي تحركت مع بداية أحداث غزة، واستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب، من خلال تحركات مستمرة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي على المستويين الإقليمي والدولي، وخصوصا تلك الدول التي نشترك معها في الأمن القومي بالنسبة لأمن البحر الأحمر، وكما هو واضح لديكم فإن الرئيس العليمي هذه الأيام يتواجد في ألمانيا ضمن مشاركته في مؤتمر الأمن العالمي المنعقد في ميونيخ، من أجل طرح هذه القضية، واليمن تريد أن تفعل هذه القضية لكي يكون هناك شراكة حقيقية لحماية أمن البحر الأحمر بالتعاون مع جميع الشركاء. 

- ما هي تبعات استمرار تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر على المستويين المحلي والدولي؟ 

 

تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر وباب المندب سيكون له تبعات كارثية بالنسبة للشعب اليمني لأنه سيجلب كل جيوش العالم ويفرض عسكرة البحر الأحمر، وكما تلاحظون تحدث ضربات داخل الأراضي اليمنية، وهذا يعد نتيجة حتمية لما ارتكبته مليشيا الحوثي من أخطاء تهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ويساهم ذلك أيضا في حدوث كارثة اقتصادية تفاقم من الوضع الاقتصادي المتدهور الذي يعيشه الشعب اليمني على امتداد تسع سنوات، والآن هذه الكارثة ستضيف أعباء كثيرة على المستوى الاقتصادي وذلك من خلال ارتفاع أسعار النقل وكلفة التأمين البحري، وارتفاع أسعار السلع في الأسواق بفعل هذه السياسة الرعناء. 

- ما هي الخطوات العملية التي قامت بها الحكومة تجاه أحداث البحر الأحمر؟ 

 

الحكومة الشرعية تبذل جهد كبير مع شركائها الاقليميين والدوليين، للتخفيف من الأزمة الاقتصادية، وتحاول تلافي عسكرة البحر الأحمر، أيضا يجب أن يكون هناك شراكة حقيقية مع الحكومة للقضاء على هذه المليشيات (الحوثيين) على الأرض، لأنه هذه المليشيات هدفها الحرب والدمار، ولا تؤمن بالسلام العالمي أو تتعاطى مع جهود السلام الداخلي، وهي ستظل تجر الشعب اليمني من صراع إلى آخر، وتجلب كل الكوارث لهذا الشعب المغلوب على أمره، والذي يعاني الكثير منذ ظهور هذه المليشيا. 

- كيف تؤثر أحداث البحر الأحمر على جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن؟ 

 

كانت هناك نية حقيقية لدى التحالف وكذلك الحكومة الشرعية حول ملف السلام، وإيقاف الحرب، وتم الاتفاق على بعض النقاط لكن مليشيا الحوثي لا تتخاطب إلا بلغة الحرب، لذلك فإن استمرار استهدافها للسفن هو هروب من هذا الاستحقاق، استحقاق السلام الذي سيفرض على المليشيا التزامات حقيقية تجاه المناطق الخاضعة لها.

- برأيك، ما هو الهدف الأساسي للحوثيين من التصعيد الأخير؟ 

 

الحوثي هدفه الداخلي أن الحاضنة الشعبية لديه بدأت تضعف، والشعب اليمن بات يعرف زيف دعوات المليشيا وشعاراتها في الحرب على دول الجوار، فأراد الحوثي أن يهرب إلى ما هو أبعد من ذلك، مستغلا عواطف الناس من خلال إظهار نفسه كبطل قومي يدافع عن القضية الفلسطينية وعن غزة، وفي حقيقة الأمر هو عكس ذلك تماما لأن من يعتدي على أهله وشعبه ويحاصرهم لا يمكن أن يتبنى الدفاع عن قضايا المظلومين، وينصر شعب عربي أو إسلامي آخر.

- كيف تقرأ الحكومة المعترف بها قرار واشنطن بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية؟ 

 

هذه البداية الصحيحة، أن يُصنف الحوثي مليشيا  إرهابية لأنه تنطبق عليه كل مواصفات المنظمات الإرهابية، على الرغم من أن هذا التصنيف تأخر كثيرا، ولكن الآن نتمنى أن يدخل حيز التنفيذ بصورة حقيقية تعكسها إجراءات رادعة ضد هذه المليشيا الرافضة للسلام، الجالبة للموت والدمار والشقاء لهذا الشعب.

- ختامًا.. برأيك ما هو مستقبل المنطقة في ظل تصاعد الاضطرابات بدءًا من الحرب على غزة حتى أحداث البحر الأحمر؟ 

 

هناك اضطرابات في المنطقة كبيرة جدا، والعالم لا يمكن أن يعود كما كان قبل السابع من أكتوبر، فالوطن العربي والإسلامي أصبح أمام مفترق طرق بفعل الاعتداء الصهيوني الغاشم على شعبنا في غزة، ومحاصرة الشعب الفلسطيني والإمعان في قتله، واستهداف المؤسسات المدنية دون الالتزام بأي مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، هذا سيؤثر تأثيرا سلبيا على المنطقة بالكامل وقد تجر هذه الحرب المنطقة برمتها إلى كارثة لا يحمد عقباها.