السبت 23/نوفمبر/2024
عاجلعاجل

نهب المساعدات.. قيود جديدة على العمل الإنساني في مناطق سيطرة الحوثيين (تقرير خاص)

نهب المساعدات.. قيود جديدة على العمل الإنساني في مناطق سيطرة الحوثيين (تقرير خاص)

سنويًا، تتعمد جماعة الحوثي الإرهابية، منع رجال الأعمال وأصحاب رؤوس المال، وغيرهم من التجار في العاصمة المختطفة صنعاء، والمحافظات الأخرى الواقعة تحت سيطرتها من توزيع المساعدات الغذائية على المحتاجين والبسطاء، كما ترفض الجماعة فكرة مساعدة الفقراء والمساكين خصوصًا إذا كانت المساعدات نقدية، الأمر الذي يضاعف المعاناة، ويتسبب بتدهور الأوضاع المعيشية بشكل كبير.

تداعيات الحرب الحوثية، جعلت اليمن السعيد تعيسًا، بل وواحدة من "أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم"، إذ يحتاج أكثر من 20 مليون شخص إلى مساعدات، وفقا للأمم المتحدة.

ورغم ذلك، تواصل جماعة الحوثي فرض قرارات خارج دائرة الإنسانية، ومنع التجار من توزيع المساعدات، وإجبارهم على تقديمها للجهات التابعة للحوثيين، بذريعة أنه سيتم توزيعها عن طريق الهيئة العامة للزكاة أو المشرفين التابعين لها في الأحياء.

 

قيود حوثية

 

يقول ياسين، أحد التجار في صنعاء، لـ "المجهر"، إن هيئة الزكاة التابعة للحوثيين، منعته من توزيع أي مساعدات خارج إطار القانون الحوثي، والذي يلزم المتبرعين بدفع المبالغ النقدية لهيئة الزكاة، وهي بدورها تتولى عملية التوزيع بشكل نظامي للأسر المستحقة والمسجلين بكشوفات الهيئة.

ويضيف التاجر ياسين، الذي يملك سلسلة محلات في باب اليمن بصنعاء القديمة، أن جماعة الحوثي تمنع جميع التجار من توزيع المساعدات الغذائية، أو المالية للمواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، بسبب القيود التي فرضتها الجماعة عليهم، والمخالفة قد تعرضهم للتعسفات والمضايقات حالما توزعت المساعدات خارج إطار الهيئة التابعة للجماعة.

ويشير الرجل إلى تراجع المبيعات في رمضان لهذا العام، نتيجة الوضع الاقتصادي في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، بسبب الجبايات التي تمارسها الجماعة وارتفاع نسبة الضرائب والجمارك ومديونية السوق مما شكل عبئ على التجار في توزيع المساعدات خصوصًا أن الزكاة تدفع للهيئة الحوثية.

وفي تصريح خاص لـ "المجهر"، يوضح الصحفي سلمان المقرمي أن جماعة الحوثي اشترطت على جمعية المكفوفين الحصول على نصف ما يتم جمعه من التبرعات من قبل الجمعية التي تجمعها من التجار في مناطق الحوثيين.

وكان القيادي الحوثي شمسان أبو نشطان، منتحل صفة رئيس ما يسمى الهيئة العامة للزكاة، منع مجموعة "الصلاحي" التجارية في رداع من توزيع مساعدات غذائية سنوية، اعتادت توزيعها على آلاف الأسر المحتاجة في محافظة البيضاء واضعًا العديد من الشروط التعجيزية، فضلًا عن اشترط حصوله على نصف المساعدات.

 

صعوبة المعيشة

 

في السنوات التي سبقت الحرب الحوثية، كان الحاج علي الذي يبلغ من العمر 50 عامًا، يتلقى الكثير من المساعدات المالية والغذائية خلال شهر رمضان، ويتمكن من الحصول على معونات من التجار وبعض فاعلي الخير، بعكس اليوم الذي أصبح جل همه هو إعالة أسرته المكونة من ستة أفراد.

يقول الحاج علي لـ "المجهر": "شهر رمضان في صنعاء كان مبارك قبل دخول الحوثيين، أما اليوم أصبح كابوس على المواطن البسيط خاصة مع غلاء المعيشة، وارتفاع الأسعار، وفوق هذا يمنع الحوثيون المساعدات علينا".

ويؤكد، أن الثلث الأول من شهر رمضان لهذا العام يكاد يمر، فيما لم يتلقى أي مساعدات، بعد أن كان التجار يدشنون هذا الشهر الفضيل بطرق باب منزل الحاج علي، ومنحه مختلف المساعدات؛ لكن القيود التي فرضت من قبل جماعة الحوثيين حرمته فرحة هذا الشهر، وضاعفت معاناته بسبب عجزه عن توفير احتياجات رمضان.

ويوضح أن المساعدات التي تلقاها من فاعلي الخير في رمضان خلال السنوات الماضية، كانت تعتبر جزء أساسي من توفير متطلبات أسرته بنسبة 70% من المستلزمات التي تحتاجها أسرته.

 

نهب المساعدات

 

يرى الصحفي سلمان المقرمي أن رمضان هذا العام شهد انخفاضًا في التبرعات من قبل التجار في مناطق جماعة الحوثي، بسبب تراجع المبيعات الناتج عن الوضع الاقتصادي في مناطق الجماعة التي تشهد انقطاع للرواتب منذ أكثر من ثمان سنوات.

ويؤكد المقرمي أن القيود التي تنتهجها جماعة الحوثي هي ممارسات إجرامية بحق اليمنيين لنهب الأموال خاصة وأن هناك الكثير من الاسر الفقيرة تعتمد بشكل كبير على هذه المساعدات التي يحصلون عليها من التجار والشركات.

وفي هذا السياق، علق ناشطون على منع جماعة الحوثي للتجار من توزيع المساعدات، بأن الجماعة تسعى لفرض جبايات جائرة على كل فئات الشعب اليمني، بغرض الاثراء والتكسب من أكل السحت وعرق الكادحين والمزيد من ممارسات خنق اليمنيين ومضاعفة معاناتهم لإخضاعهم وقهرهم وهو سلوك إمامي عنصري متوارث زاد في بشاعته بتهجينه بسلوك إيراني أكثر قبحاً وتوحشًا.

وفي شهر رمضان من العام الماضي وقعت حادثة التدافع التي راح ضحيتها قرابة 200 مواطن بين قتيل وجريح، أثناء تجمعهم في طوابير طويلة وأعداد كبيرة لاستلام بعض المساعدات النقدية التي قام بتوزيعها رجل الأعمال الكبوس فحولتها جماعة الحوثي إلى ذريعة لإرهاب فاعلي الخير ومنعهم من توزيع المساعدات خارج إطار الجماعة.