في السادس من مايو/ أذار الجاري أعلنت السلطات التابعة لجماعة الحوثيين المصنفة في قوائم الإرهاب الأمريكية عن ما وصفته "ضبط خلية أمريكية إسرائيلية"، وضحية الادعاء هذه المرة أحد عشر مدنيا من أبناء محافظة الحديدة (غربي البلاد).
الحادثة أعادت إلى الأذهان واقعة إعدام الجماعة المدعومة من إيران لتسعة مدنيين بينهم قاصر في الرابعة عشرة من عمره، منتصف سبتمبر/ أيلول 2021 ينحدرون من ذات المنطقة (الحديدة) بتهمة رفع إحداثيات للتحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة المعترف بها في البلاد، مما تسبب في مقتل الرئيس السابق لمجلس الحكم في جماعة الحوثيين (السياسي الأعلي) صالح الصماد بغارة جوية في التاسع عشر من أبريل/ نيسان 2018 أثناء تواجده في المدينة الساحلية.
ودفعت انتهاكات الحوثيين المستمرة بحق أبناء تهامة وخصوصا في الحديدة، إلى تساؤلات عدة، طرحها صحفيون وحقوقيون وناشطون، حول تركيز جماعة الحوثي الإرهابية على إذلال وترهيب سكان تلك المناطق، وتلفيق التهم لهم لإيصال رسائل معينة لسكان بقية المناطق الخاضعة لسيطرتها.
تهمة التجسس
في واقعتين مختلفتين، إلا أن ما يجمعهما هو تهمة "التخابر والتجسس"، أسندت جماعة الحوثيين الإرهابية تهما ملفقة لمجموعتين من أبناء تهامة، وقامت بإعدام الأولى، فيما يتوقع حقوقيون أن تُقدِم الجماعة المدعومة من إيران على إعدام المجموعة الأخرى بعد تقديمهم لمحاكمة صورية وانتزاع اعترافات منهم بالقوة تحت التعذيب الوحشي.
وذكرت سلطات الحوثيين أثناء تنفيذها حكم الإعدام بحق تسعة من أبناء تهامة منتصف سبتمبر/ أيلول 2021 أنهم أدينوا بالتورط في مقتل "الصماد"، وشملت التهم الموجهة إليهم "التجسس ونقل معلومات حساسة إلى التحالف العربي بقيادة السعودية"، حد زعمها.
وهي التهمة ذاتها التي ألصقتها الجماعة المدعومة من إيران بأحد عشر مدنيًا من أبناء الحديدة منتصف الأسبوع الجاري، حيث زعمت أنهم "جواسيس" يتبعون كيانًا استخباراتيًا يسمى (قوة 400) ويتبع عمار صالح، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد الركن طارق صالح، وفق وسائل إعلام الحوثيين.
وقالت الجماعة أن المذكورين "جواسيس تم تجنيدهم للعمل على جمع معلومات ورصد مواقع تابعة للقوات المسلحة اليمنية (الحوثيين) في الساحل الغربي للجمهورية اليمنية لصالح العدو الأمريكي الإسرائيلي"، حد وصفها.
وفي هذا السياق، قال وكيل وزارة الإعلام في الحكومة المعترف بها محمد قيزان، في تدوينة على منصة إكس "تحاول مليشيا الحوثي إعدام دفعة جديدة من أبناء #تهامة بحجة التخابر مع أمريكا وإسرائيل، معتقدة أن أبناء تهامة نسوا المجزرة التي إرتكبتها بحق أبرياء بحجة التخابر في مقتل الصماد"، مضيفًا "ثقوا أن أبناء تهامة الأحرار ومعهم كل أبناء الوطن سيقتصون منكم عما قريب".
تطهير عرقي
اتهم الحراك التهامي السلمي والمقاومة التهامية، في بيانين منفصلين، أمس الأربعاء، جماعة الحوثي الإرهابية، بارتكاب جرائم تطهير عرقي من خلال مزاعم واتهامات كيدية وباطلة ومزيفة لعدد من أبناء تهامة واتهامهم ظلمًا وعدوانًا بالتجسس لصالح قوى أجنبية، والاعتداء على قرية الدقاونة شمالي مدينة الحديدة (غربي البلاد).
وفي تعليقه على إعلان جماعة الحوثيين ضبط خلية تجسس وصف بيان الحراك والمقاومة التهامية تلك الاتهامات بأنها "اتهامات باطلة دأبت هذه الميليشيات على توجيهها لكل من تريد التخلص منهم مستندة إلى سطوتها وقوتها الغاشمة ونواياها العدوانية والتطهير العرقي ولممارسة المزيد من الظلم والاضطهاد بحق أبناء تهامة امتداد للحقد التاريخي الذي ظلت تمارسه القوى الإمامية ضد أبناء تهامة الأحرار".
وأضاف البيان "لم تكتف تلك المليشيات بهذه الجريمة وتحاول بهذه الاتهامات التمهيد بارتكاب مجزرة بحق هؤلاء اليمنيين التهاميين الأبرياء كما فعلت سابقاً في يوم السبت الأسود بمذبحة للتسعة اليمنيين التهاميين بتاريخ 18 سبتمبر 2012م أمام مرأى وسمع الجميع ورقص على جثث هؤلاء الأبرياء في سابقة لم يشهدها المجتمع اليمني في أخلاقه وأعرافه وتقاليده في أشد الحروب والخصومات والعدوات".
وحذر البيان من إقدام جماعة الحوثي الإرهابية على ارتكاب أي حماقات قد تقوم بها، مضيفًا "نحملها كامل المسؤولية لأرواح وحياة هؤلاء الأبرياء وأن ردنا سيكون بالمثل، وندعو الحكومة الشرعية للقيام بدورها ومسؤوليتها الدستورية والقانونية للحفاظ على أروح اليمنيين والتعامل بحزم مع هذه الانتهاكات".
وجاء في بيان آخر: "يتابع الحراك التهامي السلمي والمقاومة التهامية ما تقوم به مليشيا الحوثي الانقلابية من سيناريو التطهير العرقي في تهامة وآخر ذلك ما ارتكبته تلك المليشيات الإجرامية في قرية الدقاونة شمالي الحديدة، حيث قامت مدججة بأسلحتها بمهاجمة وترويع المواطنين الآمنين مما أدى إلى إصابة العشرات من المواطنين بينهم نساء وأطفال واختطاف مجموعة منهم وممارسة أبشع صور الظلم والقهر، كل ذلك للبسط والسطو على أراضيهم وممتلكاتهم".
وأشار البيان إلى أن جماعة الحوثيين نفذت جريمة مماثلة في قرى ببيت الفقيه وزبيد والخضارية والمعاريف وباجل واللحية وغيرها، في إطار سعيها لمصادرة ونهب أراض تتبع سكان هذه القرى والتهجير القسري والتطهير العرقي والعنصري والتغيير الديموغرافي والسكاني في هذه المناطق التهامية التي لا تقبل بهم ولا بمشروعهم العنصري السلالي البغيض.
ودعا الحراك التهامي والمقاومة التهامية "المنظمات الإنسانية والحقوقية للقيام بدورها الإنساني إزاء هذه الجرائم، والمبعوث للقيام بدوره ضد هذه الانتهاكات والتطهير العرقي والعنصري ضد أهلنا في تهامة، ورعاة السلام من الدول الشقيقة والصديقة للقيام بدورها لمنع حدوث هذه الجرائم والانتهاكات والجرائم العرقي".
وأردف "نؤكد أن أيدينا على الزناد لردع هذا الظلم والاضطهاد بحق أهلنا ولتحرير أرضنا وتخليص شعبنا من هذه الجرائم والتطهير العرقي بحقهم".
انتقام سلالي متجذر
يعتقد رئيس مركز البلاد للدراسات والإعلام حسين الصوفي أن جماعة الحوثيين تتعامل مع أبناء تهامة بذات العقلية القديمة والانتقامية التي تعاملت بها سلطات الامامة، أي أن سلوكها الإجرامي والعدواني والهمجي والانتقامي من أبناء تهامة يعتبر ترجمة للعقيدة العنصرية السلالية للتهاميين وممارسات ثأرية بأثر رجعي لدور أبناء تهامة والزرانيق على وجه الخصوص ضد الإمامة، حد قوله.
ويضيف الصوفي في حديثه لـ"المجهر" أن الترجمة السلوكية الإجرامية لهذه العقيدة العنصرية التي تقوم على امتهان التهامي واستحلال أرضه وممتلكاته وإهدار دمه.
ويوضح رئيس مركز البلاد للدراسات والإعلام "تتجلى في هذه التلفيقات والاعدامات البشعة للقصر والأبرياء والتشهير بهم كما حدث للضحايا الذين تم اغتيالهم وإعدامهم بعد تلفيق لهم قضية الصماد، مع أنهم يقومون بجولات تفاوض وزيارات للسعودية ولم يطرحوا قضية الصماد مطلقا، بل قد تم طي هذا الملف بالنسبة لهم، لكنه تم توظيفه بشكل همجي ضد الانتقام من أبناء تهامة ترجمة للعقيدة الثأرية والعنصرية للتهامي".
ويشير الصوفي إن العقيدة الثأرية السلالية من التهامي تتجلى أيضًا في استباحة الأراضي، لافتا إلى أن هناك ممارسات استيطانية بشعة تشبه الجرائم الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ويختتم حديثه بالقول:" تهامة تتعرض لجرائم استيطان خطيرة، والاستقواء المليشياوي السلالي بالأسلحة والدعايات الرخيصة هدفه التغطية على كل هذه الجرائم العنصرية التي تترجم العقيدة الثأرية الانتقامية من التهاميين".
إلى ذلك، يؤكد المسؤول في السلطة المحلية بمحافظة الحديدة أيمن جرمش، أن "لمليشيات الحوثي ثأر قديم ممتمد مع أحرار تهامة منذ معارك غزو جيش الإمامة لتهامة في عشرينيات القرن الماضي".
ويضيف جرمش "أذاق أبطال تهامة وعلى رأسهم الزرانيق جيش الإمامة هزائم كثيرة وكبدهم خسائر فادحة في معارك المقاومة التي استمرت حوالي عشر سنوات".
ويوضح المسؤول المحلي في تصريحه لـ"المجهر" أنه وبعد الانقلاب الحوثي تصدى أحرار تهامة للغزو الحوثي لأرضهم ومن ثم حرروا مناطق شاسعة بالتعاون مع الحلفاء. إضافة إلى أنهم (أبناء تهامة) والحوثيين على طرفي نقيض فكريًا واجتماعيًا وثقافيًا وترى جماعة الحوثي في كل تهامي غير موالٍ لها خطرًا عليها وإن كان صامتًا في بيته.
ويعتقد جرمش أن الحوثيين يلفقون من فترة لأخرى هذا النوع من التهم لأبناء تهامة بغرض كسر إرادتهم وإرهابهم والسيطرة على أرضهم ومواردها، مشيرا إلى الواقعة التي أسفرت عن "إعدام 9 تهاميين والرقص على جثثهم"، وهو حكم لم يتم إلا بحق أبناء تهامة، ما يدلل على الطبيعة التمييزية والطائفية لتلك التهم والأحكام، حد وصفه.
فبركات كاذبة
اعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ما نشرته جماعة الحوثيين الإرهابية حول اتهام مدنيين من أبناء تهامة بالتورط في أنشطة استخبارتية أمريكية- إسرائيلية،" فبركات كاذبة سيئة الإخراج".
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني في سلسلة تدوينات على منصة إكس إن الحادثة "تجسد نهج مليشيا الحوثي الإرهابية في الكذب والتضليل، وركوب الأحداث لادعاء البطولات الزائفة، واستمرارها في المزايدة والاستثمار الرخيص لمأساة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وكذا مساعيها لتمهيد الأرضية باتجاه تصعيد عسكري نحو المناطق المحررة بإملاءات "إيرانية".
وأوضح الإرياني إن "قيام مليشيا الحوثي الإرهابية بتقديم مواطنين أبرياء من أبناء تهامة "كبش فداء" وتلقينهم تلك العبارات على النحو الظاهر في المشاهد المفبركة التي نشرتها، وإجبارهم تحت التعذيب والضغط والإكراه على الإدلاء باعترافات لا أساس لها من الصحة، جريمة جديدة تمارسها بحق مواطنين يمنيين ابرياء.
وأكد وزير الإعلام أن ذلك يأتي استمرارًا لتحركات جماعة الحوثي الدعائية في البحر الأحمر، والترويج بأنها باتت في مواجهة مباشرة مع أمريكا وإسرائيل، حد قوله.
وأضاف الإرياني، أن هذه الممارسات الإجرامية تذكر بجريمة قتل جماعة الحوثي الإرهابية لتسعة من أبناء تهامة الأبرياء، بينهم قاصر، بتهم كيدية العام 2021، للتغطية على تفاقم صراعاتها الداخلية، ومشهد رقص عناصرها فوق جثثهم، لافتاً إلى أن ذلك يعكس مستوى دمويتها وإجرامها وتجردها من كل القيم والاعتبارات الإنسانية والأخلاقية، واستخفافها بدماء وأرواح اليمنيين.
وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن بإدانة واضحة لهذه الممارسات الإجرامية، واتخاذ جماعة الحوثيين هذه التهم الجاهزة وآخرها "التجسس لصالح أمريكا وإسرائيل"، والتلويح بعقوبة "الإعدام"، كسوط لإرهاب المناهضين لمشروعها الانقلابي.
من جهته، قال سفير اليمن لدى المملكة المتحدة، ياسين سعيد نعمان، إن جماعة الحوثي الإرهابية، تختصر نهايتها بنفسها، بسبب موجة الاعتقالات والاعدامات بحق أبناء تهامة.
وأضاف نعمان في تدوينة على منصة إكس "تختزن ذاكرة الحوثيين الأحفاد بطولات أبناء تهامة في مقاومة الظلم الذي أنزله بهم الحكم الامامي الكهنوتي عبر الازمان، فيندفعون في تنفيذ موجة تلو أخرى من الاعدامات والاعتقالات لشباب تهامة بذرائع واهية واتهامات باطلة".
وأوضح الدبلوماسي اليمني أن "الزرانيق كسروا خشم الأئمة في معارك تهامة وأضفوا على التاريخ لوناً من البهاء تفرد به أبناؤها ومقاتلوهم الشجعان، ولا غرابة أن يحمل الأحفاد كل هذا الحقد الذي يجرعوه الناس في صور شتى من القمع والترهيب وسفك الدم"، مشيرًا إلى أن الحوثيين "يختصرون الطريق إلى النهاية".
إلى ذلك، يعتقد أيمن جرمش المسؤول المحلي في محافظة الحديدة، أن جماعة الحوثيين تعيش حالة تخبط بعد إيقاف مسار المفاوضات مع السعودية ويتزامن ذلك مع ضغط مجتمعي لم تنجح مسرحيتهم في الدفاع عن غزة في تخفيفه، ووجود صراع أجنحة داخل الجماعة دفعها إلى "اختلاق حدث كبير" لإيصال رسالة للداخل والخارج مفادها أنها لا تزال قوية ومتماسكة.
معاناة مستمرة
يؤكد الكاتب والباحث همدان العليي أن جماعة الحوثيين اعتمدت منذ انقلابها في العام 2014 سياسة التجويع لمفاقمة أوضاع المدنيين خصوصا سكان المناطق الساحلية الغربية في اليمن بشكل غير مسبوق، بهدف تحقيق مصالحها السياسية والعسكرية والعرقطائفية والاقتصادية.
ويوضح العليي أن سكان تلك المناطق هم الأكثر معاناة من بين كُلّ اليمنيين لاسيما خلال سنوات الحرب، لأسباب كثيرة، أهمها ارتفاع درجة الحرارة في تلك المناطق، وحرمان السكان من المشتقات النفطية والكهرباء وسرقة المرتبات وزيادة الجبايات، إضافة إلى أن سكان تلك المناطق الأشد فقرًا في اليمن، فهُم لا يستطيعون الحصول على البدائل التي ينجح سكان بقية المناطق في توفيرها.
وفي وقت سابق، أكدت منظمات دولية أن جماعة الحوثيين اعتمدت في مناطق تهامة ممارسات ساهمت في تأزيم الوضع الإنساني، إذ أن الجماعة عرقلت أعمال المنظمات الإغاثية والإنسانية في تلك المناطق، كما نهبت المساعدات لصالح قياداتها وأتباعها.
وبحسب تقرير سابق لوكالة اسوشيتد برس، فإن الحوثيين امتنعوا –ولشهور- عن تقديم الإذن للمنظمات الدولية بتوزيع 2000 طن من الطعام (وهو ما يكفي لإطعام 160 ألف شخص) في مديرية أسلم التابعة لمحافظة حجة التي اضطر سكانها لأكل أوراق الشجر المسلوقة بسبب الجوع في أكتوبر/ تشرين أول 2018، وأنَّ الموافقة على توزيع المواد الغذائية جاءت بعدما فسدت المساعدات.
كما نفذ الحوثيون العديد من عمليات السطو على الأراضي في محافظة الحديدة غربي اليمن, ففي سبتمبر/أيلول 2022 اقتحمت حوالي 30 عربة محملة بالمسلحين الحوثيين و8 جرافات قرى منطقة القصرة الساحلية بمديرية بيت الفقيه، جنوبي محافظة الحديدة، وقامت العناصر الحوثية بجرف أراض تابعة للمواطنين أغلبها زراعية وسط إطلاق نار كثيف لتفريق الأهالي المحتجين ما أدى إلى وقوع ضحايا واختطاف عشرات السكان.
وفي هذه العملية فقط، صادر الحوثيون أرض تبلغ مساحتها أكثر من 10 كيلو متر من المزارع ومساقي الري وأراضي الرعي التي يستفيد منها أكثر من 5000 مواطن منذ مئات السنيين في تلك المنطقة، وفق مصادر محلية.
وتسببت الألغام والمتفجرات المموهة التي نشرها الحوثيون بشكل مكثف في المناطق التهامية بإصابة آلاف المدنيين، إضافة إلى تكبدهم خسائر اقتصادية بالغة، حيث حرمت الألغام آلاف المزارعين في الساحل الغربي وحجة وغيرها من المناطق اليمنية من ممارسة نشاطهم الزراعي، كما أعاقت عملية التنقل بين المناطق وحرمت آلاف الأسَر من المساعدات المُقدَّمة من المنظمات المحلية والدولية.