الاثنين 16/سبتمبر/2024
عاجلعاجل

الطفلة مارينا.. نازحة تكافح للتخلص من زواجها المبكر

الطفلة مارينا.. نازحة تكافح للتخلص من زواجها المبكر

في أحد مخيمات النازحين في منطقة البيرين بمحافظة تعز، تعيش الطفلة مارينا، ذات الـ 11 ربيعًا، قصتها المأساوية تُجسد معاناة آلاف الفتيات اليمنيات ضحايا زواج القاصرات. 

وفي ظل ظروف معيشية صعبة، أجبرت عائلة مارينا على تزويجها ، دون اكتراث لسنها أو رغبتها ، حيث لم تبلغ مارينا سن البلوغ بعد، ولم تُكمل تعليمها، وفقدت طفولتها وفرحتها بين ليلة وضحاها. 

عاشت مارينا صدمة نفسية كبيرة بعد زواجها ، شعرت بالغربة والوحدة في منزل زوجها، وفقدت حرية الحركة والتواصل مع صديقاتها، حاولت التعبير عن رفضها لهذا الزواج، فكانت تهرب من بيت زوجها إلى بيت أهلها بشكل متكرر. 

وتواجه مارينا ضغوطًا كبيرة من عائلة زوجها والتي تمارس ضغوطاً مستمرة على أسرة مارينا لإعادتها لبيت زوجها ، وهذا ما يجعل أسرة مارينا تضغط على مارينا أحيانا بالإكراه وأحيانا أخرى بالضرب في محاولة لإجبارها على العودة لمنزل زوجها ، ومع كل المحاولات ترفض مارينا الاستسلام، وتصر على التمسك بحلمها في العيش كطفلة، بين اسرتها ومع صديقاتها كي تستمتع بتفاصيل طفولتها وتكمل تعليمها ، وممارسة حياتها بحرية. 

يُعد إعادة المهر الذي دفعه زوج مارينا، والبالغ مليون ريال يمني، العقبة الرئيسية أمام حصولها على الطلاق، هذا المبلغ يفوق قدرة مارينا وعائلتها الفقيرة، مما يجعلها أسيرة زواج لا ترغب فيه. 

تُناشد مارينا كل من يقرأ قصتها منظمات حقوق الإنسان والجمعيات الخيرية لمساعدتها في الحصول على الطلاق، وتحقيق حلمها في العيش بكرامة وحرية، حيث وأن حكايتها ليست قصة فردية، بل هي مأساة تعيشها آلاف الفتيات في اليمن.

يؤكد حقوقيون أن الزواج المبكر جريمة إنسانية تحرم الفتيات من حقوقهن الأساسية، وتُهدد مستقبلهن، مشددين على أنه يجب على المجتمع اليمني العمل على محاربة هذه الظاهرة، وضمان حصول جميع الفتيات على طفولة آمنة وتعليم جيد. 

تشير الدراسات إلى ارتفاع معدلات الزواج المبكر في أوساط المهمشين في عموم محافظات اليمن، خصوصاً خلال سنوات الحرب، فيما تقدر منظمة “اليونيسف” أن أكثر من 4 ملايين طفل من جميع فئات المجتمع تزوجوا قسرًا في البلاد حتى العام 2021.