الخميس 21/نوفمبر/2024
عاجلعاجل

اليمن: حصاد يناير.. مليشيا الحوثي تفتتح العام بانتهاكات مهولة "تقرير خاص"

اليمن: حصاد يناير.. مليشيا الحوثي تفتتح العام بانتهاكات مهولة "تقرير خاص"

تقرير خاص - عامر دعكم

افتتحت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، العام الجديد 2023، بانتهاكات واسعة وجرائم في منتهى البشاعة، ضد المواطنين في شتى مناطق سيطرتها، استمرارًا لمسلسل الجرائم التي ترتكبها المليشيا منذ انقلابها على الدولة الشرعية وإرادة اليمنيين في 2014.

وتجاوز إجمالي الجرائم والانتهاكات خلال شهر يناير، المائة عملية انتهاك، تناولها موقع "المجهر" ومصادر اخبارية أخرى، طوال الشهر الفائت.

وتنوعت الانتهاكات الحوثية ما بين جرائم قتل واختطاف وإخفاء قسري وتعذيب وعمليات سطو ونهب وسلب وتضييق، طالت المئات من المواطنين في مناطق سيطرة المليشيا.

انتهاكات متعددة

تتبع "المجهر" انتهاكات القتل التي ارتكبتها مليشيا الحوثي خلال شهر يناير، وبلغت 27 جريمة قتل، تشمل قتل مختطفين تحت التعذيب في الزنازين، وعمليات اغتيالات وتصفيات بينية، وتصفية أقارب، وقتل أبرياء آخرين، فضلًا عن إصابات مواطنين بجراح برصاص مسلحي ذات المليشيا.

كما نفذت المليشيا أكثر من أربعين عملية اختطاف وإخفاء قسري، بينها اختطاف مشائخ، ونساء.

فيما بلغت انتهاكات السطو أكثر من 20 عملية، شملت السطو على أراضٍ واسعة ومساجد ومقابر ومطاعم ومنازل مواطنين ومراكز طبية ومستشفيات أهلية وجامعة، إضافة إلى نهب مبالغ طائلة واستحداث وفرض جبايات جديدة، ونهب آثار.

اليمن: تفاصيل مثيرة عن قوات “درع الوطن” وقائدها بشير المضربي “تقرير خاص”

وارتكبت المليشيا الحوثية العشرات من انتهاكات التضييق على المواطنيين، بينها إقرار معايير محددة للعبايات النسائية، ومنع إقامة حفلات ومناسبات إلا بتصريح مسبق، إضافة إلى منع النساء من صيانة سياراتهن إلا بمحرم.

كما رصد "المجهر" عشرات الانتهاكات الأخرى، تشمل أحكام إعدام جائرة، ومصادرة حقوق وحرق سيارات وعرقلة أحكام قضائية، إضافة إلى عمليات حصار واسعة على منازل وقرى، أبرزها ما جرى لقرى مديرية همدان بصنعاء.

نصيب المحافظات

تركزت معظم الانتهاكات الحوثية التي ارتكبتها المليشيا الحوثية خلال أول شهر من السنة الجارية، في العاصمة صنعاء بأكثر من 50 انتهاك، أبرزها الحملة العسكرية التي تشنها المليشيا الحوثية ضد منطقة الجاهلية في مديرية همدان، والتي داهمت خلالها سبع قرى وفرضت نقاط تفتيش في مداخلها، واقتحمت منازل واحتلت أخرى، وشنت حملة اختطافات واسعة بحق أبناء القبائل، وجرفت مزارع المواطنين، في ذات المنطقة.

وجاءت محافظة إب في المرتبة الثانية، حيث رصد موقع "المجهر" أكثر من 35 عملية انتهاك حوثي، ثم تلتها ذمار، البيضاء، الحديدة، صعدة، عمران، حجة، وتعز.

ماذا يعني استمرار هذه الانتهاكات؟

يرى مراقبون أن المليشيا الحوثية ستواصل ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق المواطنين في مناطق سيطرتها، تكريسا لسياسة العنف والتطرف التي تنتهجها، وأساليبها القمعية، نظرًا لخوفها الشديد من الشعب .

ويعتقد الكاتب والباحث سلمان المقرمي، أن "مليشيا الحوثي تشعر بالخطر الشديد من الشعب، وهي جماعة مسلحة ايرانية عرقية مذهبية طائفية، مغلقة تمارس السياسة بالعنف".

وأضاف المقرمي في تصريح لـ"المجهر" أن المليشيا الحوثية "لديها افتراض في محله، أنه يجب مراقبة كل شيء وكل حركة في المناطق التي تسيطر عليها، وذلل ببساطة لأن كل الناس أعداء لها.

من جانبه، يرى الدكتور فيصل علي، رئيس مركز يمنيون للدراسات، أن استمرار الحوثية في ممارسة الانتهاكات "يعني أنها جماعة دينية متطرفة مسيطرة على الناس في مناطقها ولا علاقة لها بالحكم ولا بمفاهيم السياسة جملة وتفصيلا .

وأشار الدكتور فيصل علي في حديثه ل "المجهر" ، انه ومنذ 21سبتمبر 2014 إلى اليوم والجماعة الحوثية تستخدم أساليب القمع والعداء والعنف ضد المواطنين الأبرياء، وتمارس تطرفها المنبثق من الهاشمية السياسية ومن المذهب الزيدي وهو مذهب سياسي متطرف وتمارس الإرهاب كسلوك وكمنهجية مرتبطة بمعتقدها الفاسد، ولا نية لديها لتغيير هذا السلوك أو التخلي عن المعتقد الإجرامي".

ردة فعل المواطنين

رغم ما يتعرض له المواطنون في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية من قتل واختطاف وإخفاء قسري وتقييد للحريات ومصادرة للحقوق، إلا أن التعويل عليهم كبيرًا في إنهاء المليشيا وإسقاط الانقلاب .

ومن وجهة نظر الدكتور فيصل علي، فإن "المواطن اليمني في مناطق سيطرة جماعة الحوثي الإرهابية مازال صابرا ولم يقل ما لديه ولم يعبر عن نفسه، ولم يقم بالرد على هذه الجماعة، لكن صبره لن يطول".

الأمن مقابل السيطرة.. هل ترضخ السعودية لمطالب الحوثيين؟

وأضاف فيصل علي: "ستنتهي حجج جماعة الحوثي وسينتهي عذرها المستهلك، أنها تواجه العدوان، وعندها ستجد الرد الذي لم تتوقعه من الناس".

مشيرًا إلى أن "الحرب فعليا انتهت وهناك عملية سياسية في نهايتها ستفضح جماعة الحوثي أنها غير مؤهلة للحكم ولا لممارسة السياسة ولا لإدارة المؤسسات وسيجد كل مواطن الوسيلة المناسبة للرد على المشرفين وعلى أفراد العصابات الميليشاوية وعلى قيادتهم الميدانية، وعلى جماعة الحوثي انتظار نتائج سلوكها الانتقامي من الشعب مباشرة".

وفي ذات السياق، يقول الباحث المقرمي: "المهم هو ردة الفعل الشعبي، وكما رأينا في 2022 أن الناس يقاومون بأشكال متعددة مثل التظاهرات والإضرابات والتجمعات النقابية، وكذلك المقاومة المسلحة كما رأينا في عدة قبائل بمعظم المحافظات مثل صنعاء والبيضاء والجوف وعمران وحتى الحديدة الذين تصدوا أكثر من مرة لعدة حملات حوثية .

وأكد المقرمي أن "الدور الشعبي في مناطق سيطرة الحوثي سيكون له التأثير الأبرز في مواجهة الحوثي، فمن جهة تتوحش الحوثي وتفقد كل دعاياتها، ووضعها العسكري منهار مقارنة بما كانت عليه قبل خمس سنوات، ومن جهة أخرى يعرف الشعب بكل فئاته حاليا إن الحوثي هو البلاء والشر المطلق والجريمة الكبيرة التي يجب استئصالها".

المواطن سينتقم

رغم كثافة الأنباء المتداولة عن قرب نجاح الجهود الدولية والإقليمية في إنهاء الحرب في اليمن، وفرض عملية سلام، إلا أن المليشيا تواصل التصعيد في ممارسة انتهاكاتها ضد المواطنين في مناطق سيطرتها، وتأكيد حقيقة كونها مليشيا لا تجيد سوى لغة وسياسة العنف ومعاداة المواطن.

وهنا، يرى رئيس مركز يمنيون للدراسات، فيصل علي، أن "الحرب انتهت فعليا، اللاعب الإقليمي والدولي انهيا الحرب، هدنة فخارطة طريق فسلام من المرجح أن يكون هش وغير دائم".

وأشار رئيس مركز يمنيون للدراسات، فيصل علي، إلى أن "انتهاكات جماعة الحوثي ضد المجتمع، لها تأثيراتها السلبية".

مضيفًا: "القبيلي الذي ساند هذه الجماعة في نهاية الحرب واحلال السلام سيبحث عن ضحاياه، والقبيلي الذي وقف ضد هذه الجماعة من البداية أيضا لديه ثأر معها، هذا المجتمع القبلي سيأخذ حقه وكما يقول المثل العربي، "تموت العرب متوافية" فمن ارتكب الحماقات سيدفع الثمن .