المجهر- غدير الشرعبي
منذ سنوات، لم تخضع منح التبادل الثقافي في اليمن والمقدمة من بعض الدول لمعايير المنافسة عبر وزارة التعليم العالي بشكل كامل؛ فبعضها بحسب مراقبين تكون بتنسيق وإشراف الجهات الرسمية، والجزء الأكبر تقتصر على التنافس من خلال التقديم عبر الانترنت .
نماذج عديدة وقصص مختلفة، عاشها عدد من الطلاب اليمنيين في سبيل البحث عن المنح الدراسية والحصول على بطاقة العبور للمقاعد الدراسية في الخارج، من خلال إجراءات منح التبادل الثقافي .
في هذا الدرب المنير المحفوف بالصعوبات، كان البعض محظوظا لاجتيازهم الإجراءات المتعلقة بالمنح الدراسية، ورصد "المجهر" مسيرة بعض هذه الحالات في سبيل نيل التعليم، رغم التحديات والواقع المرير .
تحدي وإصرار
الطالب محمود القرشي، 30 عامًا، وهو مبتعث في دولة الهند يحكي تفاصيل قصة ابتعاثه بدءًا من تسجيله عبر الرابط الخاص بالمجلس الهندي للعلاقات الثقافية "ICCR"، مرورًا بقبوله، وصولًا إلى معاناته في الخارج.
يقول محمود: "أخذت الرابط الخاص بالتقديم للمنح من أحد زملائي الذين جرى قبولهم في الأعوام الماضية.. وكان صديقي هو الأكثر تحفيزًا من أجل الإقدام على هذه الخطوة.. حينها سجلت بتخصص ماجستير هندسة مدنية هيدروليك".
وعن الدافع الرئيسي خلف تقديم القرشي لمنحة التبادل يؤكد الرجل: "أن تكون خريج بكالوريوس في اليمن، يعني أنك عاجز عن الحصول على عمل مناسب في مجال تخصصك، وكل هذا بسبب وضع البلد التي أصبحت طاردة للكوادر الأكاديمية خصوصًا مع فترة الحرب".
مدينة التربة.. تجربة رائدة في احتواء رأس المال المحلي واستيعاب النازحين
يضيف محمود: "عندما ارتبطت بالعمل الأكاديمي زادت رغبتي بمواصلة الدراسات العليا.. عملت مدرسًا في جامعة ذمار الحكومية وجامعة خاصة، لكن المقابل كان بسيط وغير كافي لتغطية احتياجاتي اليومية".
كان محمود محظوظًا عندما ظهر اسمه ضمن قائمة المقبولين إلى دولة الهند، حيث كاد يقترب من تحقيق حلمه، وعلى الرغم من عدم امتلاكه تكاليف السفر إلا أنه قرر اختيار أصعب الطرق وأقلها تكلفة، منطلقاً من ذمار إلى السعودية عبر صحراء الجوف، ثم إلى الكويت وصولًا إلى حيدر آباد.. تسعة أيام من الجهد والمعاناة ناهيك عن خسائره المالية.
إهمال حكومي
أما اليوم وبعد مرور سنوات من معاناة الابتعاث يوضح القرشي في حديثه لـ "المجهر": "نعيش حالة تقشف غير مبالغ بها مقابل ما تدفعه لنا الحكومة الهندية، إضافة إلى حالة الاغتراب والمعاناة التي تتضاعف مع تأخر الرواتب".
وبحسب القرشي فإن الطلاب اليمنيين في دول الابتعاث يعيشون حالة نفسية متدهورة خصوصًا مع التلاعب الزائد بسجلات طلاب التبادل الثقافي، فضلًا عن ارتفاع تكاليف السكن الطلابي.. في ظل عدم السماح لهم بالانخراط في سوق العمل اليومي لتوفير متطلبات الحياة المعيشية، نظرا لطبيعية نظام دول الابتعاث .
إلى جانب محمود يطالب كثير من الطلاب اليمنيين بإضافة اسمائهم ضمن كشوفات منح التبادل الثقافي، اسوة بالطلاب السابقين.. يشير محمود في حديثه: "نحن وفرنا على وزارة التعليم العالي قيمة المقاعد، فقط نطالب باعتمادنا ضمن كشوفات المساعدات المالية".
من جهته يفيد أحمد عبدالله، موفد يمني في الهند بأن هناك كشوفات ومحاضر منذ عام 2014 توضح مدى استحقاق طلاب التبادل الثقافي عن طريقة شبكة الإنترنت.
موضحًا أن الدول الواهبة تقوم بالمفاضلة بنفسها ابتداءً بالسفارة التركية والهندية وغيرها وذلك نظرًا لفشل البرنامج الإداري في البلدان الموهوبة، وبناء على ذلك تعتمد المستحقات المالية للطلاب وفق النظام والقانون الوطني.
وكثيرة هي مطالبات الوافدين إلى دول الخارج، والتي تبقى بعيدة عن حلول السلطات المعنية والجهات الحكومية، فيما يقف الطالب اليمني في دول الابتعاث بين المعاناة والكفاح.