الخميس 21/نوفمبر/2024
عاجلعاجل

تعثر المفاوضات بين السعودية والحوثيين.. هل تنذر بجولة صراع جديدة في اليمن؟

تعثر المفاوضات بين السعودية والحوثيين.. هل تنذر بجولة صراع جديدة في اليمن؟

تقرير خاص

لم يعد فشل المفاوضات السعودية الحوثية المباشرة التي يديرها الوسيط العماني مجرد تكهنات فحسب بل وصلت إلي طريق مسدود بسبب جهل الوفد الممثل للحوثيين المقيم بمسقط بالسياسة الخارجية السعودية وخبرتها الطويلة في إدارة الملفات الخارجية من هذا النوع في المقابل نجد أن نظيرها من شخصيات الوفد الحوثي المفاوض مستجدة وتفتقر للخبرة وتتكئ على الإستشارات الإيرانية، الأمر الذي يجعل تحركاتها مفضوحة ومتوقعة من الجانب السعودي.

رؤية قاصرة

وبحسب مصدر مُطّلع في سلطنة عمان رجّح أن السبب الرئيسي لفشل هذه المفاوضات هو أن المفاوضات أكبر من يستوعبها طرف ( في إشارة للممثلين الحوثي ) الذي يُعتقد بأنهم لا يمتلكون أي تصورات ولا رؤية واضحة وإنما لديهم آراء ومقترحات يتلقونها من مستشارين خلف الغرف المغلقة.

ويتحدث المصدر أن ضغط الوفد الحوثي منذ البداية على تسليم المرتبات ورفع القيود عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء وبرغم من مرونة الجانب السعودية في تنفيذ المطلبين الأخرين إلا أن المطلب الأول بحاجة إلى آلية ضمن خطة مكتملة إقتصادية بحيث تمر عبرها هذه الأموال حيث كانت رؤية الحوثي لهذا البند المتفق عليه هو نقل المرتبات عبر الطائرة وبالدولار إلي صنعاء أسلوب لاغير متجاهلاً أن هذه وحدها تحتاج إلي مؤسسات دولة مصرفية للقيام بها حتى لا تذهب إلى تمويل أنشطة عسكرية إرهابية وهو ما يعلمه الجانب السعودي جيدا بينما يجهله طرف الحوثي المعتمد على الأسلوب المليشياوي في إدارة المؤسسات.

اقرأ أيضا: منصة تحقيقات تثبت بالأدلة استمرار الإمارات في إنشاء قاعدة جوية في جزيرة “عبد الكوري”

ويؤكد أن الجانب السعودي كان مستعدًا لهذه النقطة وطرح رؤية تقدم حلول للإنقسام المصرفي الحاصل بين مناطق سيطرة الحوثيين ومناطق تواجد الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا وتتمثل هذه الرؤية بتوحيد النظام المصرفي في الجانبين مبدئيًا وهو مارفضه الحوثيين تمامًا مطالبين بتسليم المرتبات للبنك المركزي بصنعاء الواقعة تحت سيطرتهم مع لجنة إشرافية أممية في إشارة واضحة أنهم لا يسعون إلى حلول واقعية ومستدامة يمكن تطبيقها وإنما على طريقة اللصوص كما تفعل هيئة الزكاة الحوثية .

مراوغة سياسية

يكشف مصدر آخر لـ"المجهر" أن الحوثيين يجدون صعوبة في فهم المفاوضات كلما بدأ الخوض بالتفاصيل ووضع رؤية للتنفيذ المتفق عليه ويطرحون مقترحات أشبه بإدارة حركة أو حزب وليس دولة كما أن وفدهم المفاوض يفتقر تمامًا للدبلوماسية في المفاوضات ولهذا يتخندق في كل مرحلة وراء الصلف العقيم ويطالب الأخرين بالتنفيذ علي مبدأ التعامل القبلي في حل المشكلات .

ويؤكد المصدر ذاته أن الحوثيين يطالبون السعودية بتقديم التنازلات وتنفيذ المطلب الإنساني وتسليم المرتبات ورفع القيود عن مطار صنعاء وميناء الحديدة أولاً لإعادة الثقة وإثبات الجدية أي أنهم يطالبون السعودية بكل هذا مقابل كسب رضى الحوثي فقط الأمر الذي يؤكد أن هذه الجماعة لا تعي وضعها ولا تفهم غير سياسة الأخذ مقابل الرضى وليست الأخذ مقابل العطاء .

دوامة مستمرة

ومع إعلان فشل هذه المفاوضات المباشرة بين الطرفين و الوسيط العماني المدعي للحيادية يظهر الحوثي بموقف الخاسر الوحيد منها ويخسر الوسيط العماني الدور الرئيسي لإيقاف الحرب في اليمن الذي إحتكره طيلة الخمسة أشهر الماضية فيما السعودية استطاعت خلال هذه المدة قطع شوط كبير في ترتيب البيت الداخلي لحلفائها في الشرعية كما تمكنت من بناء قوة عسكرية جديدة عُرفت ب "درع الوطن" وبعتاد عسكري هو الأقوى بين صفوف الشرعية والأهم من كل هذا أن الشرعية كانت بأمس الحاجة لهذه الهدنة بعكس الحوثي الذي لا يقتات ولا يقوى إلا في ظل إستمرار الحروب.

اقرأ أيضا: شرطة تعز تضبط مطلوب أمني في قضية مقتل مواطن

من جانبه، يقول رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، إن مشاورات السعودية وجماعة الحوثي ليست جديدة وكانت هناك مشاورات سابقة بينهم لكن الحوثي انقلب على إتفاق ظهران الجنوب، مُرحِبّا بالجهود السعودية والعمانية، شريطة أن تؤدي إلى سلام دائم ومستدام وعادل.

ويضيف بأن السعوديين أبلغوا حكومته بشكل صريح واضح بأنه لا يمكن أن يكون هناك اتفاق بين السعودية وبين الحوثيين، إلا إذا كانت تلك الجهود ستصب في اتجاه سيكون فيها توافق سياسي بين الحكومة الشرعية الحوثيين، لافتًا أنه لا يوجد أي إتفاق حتى على بعض النقاط، ومؤكدا أن المشاورات مستمرة ومن المبكر جدا الحديث عن نتائج إذ قد تفشل تلك المشاورات ونعود إلى المربع الأول.