الخميس 19/سبتمبر/2024
عاجلعاجل

آخرها إطلاق خلية حوثية.. هل يعمل محافظ تعز ضدها؟

آخرها إطلاق خلية حوثية.. هل يعمل محافظ تعز ضدها؟

المجهر- تقرير خاص

في ديسمبر/ كانون أول 2018 صدر قرار جمهوري بتعيين نبيل شمسان محافظا لتعز ليكون بذلك ثالث محافظ يستلم المنصب في إطار الحكومة المعترف بها دوليا بعد علي المعمري وأمين محمود منذ العام 2015.

بعد أكثر من خمسين شهرا، تتصاعد الأصوات المناهضة لشمسان على خلفية إطلاق خلية حوثية بطلب منه في مديرية الشمايتين (غرب)، وذهب السكان للحديث عن إنجازات المحافظة طيلة مسيرته، في ظل دعوات وشكوك أبداها مواطنون حول الأجندة التي ينفذها الرجل، مشيرين إلى أنه يعمل ضد تعز "لا محافظا عليها".

فضيحة "الخلية"

منتصف مارس/ آذار صدم الشارع التعزي بفضيحة إطلاق خلية حوثية في مديرية الشمايتين بطلب من المحافظ نبيل شمسان، وبعد ساعات من انتشار الخبر نفى المكتب الإعلامي لشمسان الخبر معتبرا أن المعلومات المتداولة مضللة ولا تمت للواقع بصلة.

مصدر أمني في إدارة أمن الشمايتين تحدث لـ"المجهر" عن الواقعة قائلا بأنها صحيحة، وقد تم الإفراج عن أربعة من عناصر الخلية الإرهابية التابعة لمليشيا الحوثي بضغوطات من المحافظ شمسان، رغم أن الاعترافات تدين المفرج عنهم وتكشف تعاونهم وعملهم لصالح الحوثيين.

ويوضح المصدر الأمني الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن المفرج عنهم وسام احمد سلطان هائل، وفهمى قاسم محمد عثمان، وعبدالحكيم عبدالرقيب هائل، وتوفيق على محمد قاسم الكلي، عملوا ضمن خلية مكونة من اثنا عشر شخصا على التجنيد لصالح المليشيا، وزراعة العبوات الناسفة التي استهدفت أطقم تابعة للجيش.

اقرأ أيضا: مدنيون “يعيشون” على خط النار.. خطوط التماس: حياة مُحاصرة بالموت

ويضيف أن الخلية التابعة لمليشيا الحوثي عمدت إلى زرع الفوضى في مديرية الشمايتين من خلال ظهورها برداء تنظيم داعش الإرهابي، ونشرها ملصقات وتحذيرات للمنظمات، بالإضافة إلى ترويجها للحشيش والمخدرات، وإثارة الفتنة بين أبناء مناطق المديرية حتى كادت إحداها أن تؤدي إلى مواجهات بين السكان في دمنة المذاحج لكن السلطات الأمنية تمكنت من احتواء الموقف.

فيما يشير مصدر مُطّلع لـ"المجهر" إلى أن من ضمن المفرج عنهم "وسام أحمد" العقل المدبر للخلية وكان على اتصال دائم بالمدعو "عفيف عقلان" أحد قيادات الحوثيين في منطقة الحوبان، وقد تمكن من إقناع بعض الشباب للالتحاق بمليشيا الحوثي مستغلا وضعهم الاقتصادي، وهي التهمة التي أقر بها أثناء التحقيق.

ويوضح أن المدعو "وسام" على علاقة وثيقة بإحدى الشخصيات (لم يسمّها) المقربة من نبيل شمسان وهي من سهلت إجراءات الإفراج عن وسام ورفاقه بطلب من المحافظ شخصيا، ومارست ضغوطا على السلطات الأمنية للتوقف عن التحقيق مع المضبوطين ضمن الخلية منذ اللحظات الأولى لضبطهم.

ويؤكد أن خبر الإفراج عن الخلية جعل المحافظ في موقف حرج، فحاول أن يجمع وجهاء وأعيان المديرية في منزله الكائن في التربة، ليقنعهم بأن الأربعة المفرج عنهم لم ثبت عليهم أي تهم، وفي الجانب خرج عبر مكتبه الإعلامي لينفي علاقته بالواقعة جملة وتفصيلا.

ويعتقد أن شمسان بات يدرك حجم الخطأ الذي أقدم عليه فحاول أن يتدارك الموقف بموقفين متناقضين، مضيفا هذا يوضح لنا الحالة التي وصل لها الرجل في ظل انخفاض شعبيته بصورة متزايدة، عقب فشله المتكرر في أداء مهامه كمحافظا لتعز، وعجزه عن توفير أدنى الخدمات الأساسية للسكان.

إدانة ورفض شعبي

مساء الخامس عشر من مارس/ آذار الجاري دانت المقاومة الشعبية بشدة إطلاق الخلية الحوثية، ودعت إلى عدم تمرير هذا الفعل الجبان، مشددةً إلى وضع حد لمن قام بهذا الفعل المخزي والذي مثل مناصرة لمليشيا الحوثي وثأرا من تعز البطولة والفداء، بحسب بيان لها.
 
وأضاف بيان المقاومة أن الجهة المتورطة بهذا الفعل تعد في نظر المقاومة حامية لكل الخلايا الإرهابية التي تسعى جماعة الحوثي من خلاله إلى زعزعة أمن واستقرار محافظة تعز.

 ودعا البيان الجهات العليا إلى طلب التوضيح الفوري لهذه الجريمة التي تعمدت إطلاق سراح قتلة ومجرمين وثبت تورطهم بأعمال إرهابية من خلال الأدلة والتحقيقات.

وأشار إلى أن المشاركين في إطلاق سراح الخلية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة جعلوا من أنفسهم أدوات قذرة لتنفيذ مخططات جماعة الحوثي، مشددا على ضرورة ضبطهم ومحاسبتهم.

اقرأ أيضا: اليمن: الاتفاق السعودي الإيراني.. من الخاسر الشرعية أم الحوثيين؟!

من جانبها، استنكرت رابطة جرحى الحرب في تعز إطلاق سراح خلية حوثية من قبل المحافظ شمسان، ودعت منتسبيها إلى الاحتشاد للمطالبة بمحاسبة المتورطين.

فيما دعت رابطة أسر الشهداء إلى فتح تحقيق فوري بالحادثة قائلة إنها "تابعت بقلق بالغ الواقعة الجبانة المتمثلة بإطلاق سراح خلية تفجيرات حوثية بتوجيهات مباشرة من محافظ تعز نبيل شمسان".

وطالبت الرابطة مجلس القيادة الرئاسي إلى إقالة محافظ تعز نبيل شمسان معتبرةً أن إطلاق الخلية يعكس تخادما واضحا بين الحوثيين وشمسان الأمر الذي بات يشكل تهديدا لمسار عملية التحرير وأمن واستقرار المحافظة.

عرقلة المشاريع

أظهرت وثيقة حصل عليها "المجهر" بشكل حصري توجيه المحافظ نبيل شمسان إلى مدراء عموم المديريات بعدم التعامل مع المنظمات أو الجهات الداعمة إلا بعد العرض عليه كجهة رئيسية مشرفة، الأمر الذي يساهم في عرقلة مشاريع التنمية في المديريات في ظل شحة الإمكانيات وغياب الدعم الحكومي.

نشطاء عبروا عن استياؤهم من هذه الخطوة، موضحين أن مدراء عموم المديريات هم نسخ مصغرة للسلطة المحلية العليا الممثلة بالمحافظ، ومن حقها أن تحظى بالمشاريع التنموية بتمويل المنظمات والجهات الداعمة دون أي عراقيل، طالما وأن هذه الخطوة لا تتعارض مع اللوائح والقوانين المعترف بها.

وفي أكتوبر/ تشرين أول الماضي أصدر المحافظ نبيل شمسان دعوة لأعضاء الهيئة الإدارية للمجلس المحلي للمحافظة والمديريات للاجتماع، ولإضفاء الشرعية على دعوته ربط شمسان دعوته بقرار رئيس الوزراء رقم 52 لسنة 2022م.

ولاقت الدعوة سخط شعبي واسع، إذ أن المجلس المحلي في المحافظة فقد شرعيته بعد الانقلاب الحوثي وتفرق أعضاؤه الذين أصبح معظمهم يعملون في صف المليشيا، حيث رأى حقوقيون أن إعادة هذا المجلس يعد خيانة جسيمة بحق الوطن ودماء الشهداء، وبفعل الضغط الشعبي اضطر شمسان إلى إيقاف القرار.

فيما يتساءل نشطاء حول إنجازات نبيل شمسان خلال فترة توليه منصب محافظ تعز، مشيرين إلى فشل الرجل في توفير الخدمات للمواطنين على الرغم من وعوده المتكررة إلا أن سكان المدينة المحاصرة يعانون من نقص الخدمات الأساسية كالكهرباء الذي تجاوز سعر الكيلو التجاري منها حاجز الألف ريال.