السبت 23/نوفمبر/2024
عاجلعاجل

جماعة الحوثي تلوح بإفشال المفاوضات مع السعودية "تحليل"

جماعة الحوثي تلوح بإفشال المفاوضات مع السعودية "تحليل"

المجهر- خاص

بعد أربعة أيام من زيارة السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر على رأس وفد سعودي إلى صنعاء، تتغير النبرة التي يتحدث بها قادة الحوثيين تدريجيا، فبعد أن رفعوا شعار "حي على السلام المشرف بات موقفهم اليوم منزعجا من السعودية على اعتبار أنها "طرف لا وسيط".

الوفد السعودي قِدم إلى العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة المتمردة في التاسع من إبريل الجاري رفقة وفد عُماني لعقد لقاءات مع قيادات جماعة الحوثي تمهيدا لإعلان وقف دائم لإطلاق النار بعد ثمانِ سنوات من الحرب في البلاد.

أبدى الحوثيون حفاوة كبيرة بزيارة السفير السعودي وأظهرت الصور المتداولة اهتمام بالغ بهذه الخطوة تزامنت مع حملة إعلامية خططت لها الجماعة حملت شعار "حي على السلام المشرف" في محاولة لإظهار استعدادها للإنخراط في عملية السلام لكن تأريخها الحافل في عدم الالتزام بالاتفاقيات أظهر للجميع ما هو عكس ذلك بحسب مراقبين.

يتحدث مصدر خاص من صنعاء لـ"المجهر" قائلا: إنزعاج القيادات الحوثية من مبعوث السعودية آل جابر جاء بعد طرح السفير السعودي لقيادات الجماعة بأنهم أداة لإيران ويتلقون الدعم والسلاح منها، ردًا على حديث أحد قادة الجماعة بأن المملكة طرف في الأزمة اليمنية.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن السفير آل جابر أوضح لقيادات الجماعة أن السعودية تدخلت في اليمن بناءً على طلب من الشرعية بعد انقلاب الحوثيين على التوافق الوطني والمبادرة الخليجية تنفيذا لأجندة إيران في المنطقة.

وأشار المصدر إلى أن السفير السعودي سخر من انكار الحوثيين تبعييتهم لإيران، مع أن التمثيل الدبلوماسي الإيراني في صنعاء خير دليل أن كل العمليات العسكرية ضد المملكة كانت تقودها عناصر من الحرس الثوري بصواريخ ومسيرات إيرانية الصنع.

والثلاثاء، رئيس وكالة الأنباء التابعة للحوثيين نصر الدين عامر قائلا "من سيرعى الصلح بين البركان اليمني وأرامكو السعودية" واستدرك قائلا "هذا هو الأهم" الأمر الذي اعتبره محللون استعراضا تبديه الجماعة لتدعم به موقفها، وتلويح بأنه تملك القوة اللازمة لفرض شروطها في المفاوضات الجارية.

من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع جلال الرُّوَيشان في حكومة الحوثيين غير المعترف بها أن رؤية الجماعة للسلام واضحة ولا تحتاج لحواراتٍ مكوكية وهي تتلخص في حقوق عادلة ومشروعة وهي استحقاقات إنسانية، حد وصفه.

وأشار إلى أنّ “شروط جماعته للسلام واضحة، ولا تحتاج إلى حواراتٍ مكوكية، وهي تتلخص في حقوق عادلة ومشروعة، تمثّل استحقاقات إنسانية، مشددا على أنّ تلك الشروط لن تتغير ولن تتبدل، ونحن عَدَدْنا حضور الوفد السعودي إلى صنعاء خطوة شجاعة، وعليه الاعتراف بالعدوان”، حد قوله.

وبدوره، قال القيادي الحوثي وعضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين محمد صالح النعيمي، تمسك جماعته بإنهاء ما سماه بـ “العدوان والحصار” كمقدمة لتحقيق السلام العادل والمشرف.

فيما شن إعلام جماعة الحوثي حملة استهداف للسعودية ووفدها المفاوض، معتبرا إياها طرفا أساسيا في الأزمة اليمنية، الأمر الذي قد يؤدي إلى إفشال المفاوضات الجارية.