الاثنين 16/سبتمبر/2024
عاجلعاجل

الامتحانات الوزارية.. أساليب مبتكرة للغش في مناطق سيطرة الحوثيين

الامتحانات الوزارية.. أساليب مبتكرة للغش في مناطق سيطرة الحوثيين

المجهر- تقرير خاص

تجري منذ أيام الامتحانات الوزارية في مناطق سيطرة الحوثيين مصحوبة بأساليب جديدة ومتطورة للغش وتلقين طلبة الثانوية العامة وكذلك الطلبة في الصف التاسع الإجابة من داخل وخارج قاعات الامتحانات وهي مظاهر أثارت سخط واستياء المواطنين والنشطاء والتربويين في تلك المناطق كما زادت من مخاوفهم على أبنائهم ومستقبل العملية التعليمية.

إفساد التعليم

وبالرغم من قيام جماعة الحوثي بتحديث نظام الاختبارات وطريقة الأسئلة وتوزيع نموذج مختلف للأسئلة على كل طالب وطالبة في قاعة الامتحانات إلا أنها إجراءات يعتبرها المعلم والناشط المجتمعي أبو محمد في حديثه لـ"المجهر" شكلية وتخفي حقيقة نوايا الجماعة وتوجهها لتفخيخ عقول الشباب وإفساد العملية التعليمية والوعي وتحويلهم إلى مجندين في صفوفها.

يضيف أبو محمد وهو أحد أبناء مديرية شرعب السلام الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي أن الاختبارات الوزارية في مناطق الجماعة بتعز أفرغت من مضامينها وأهدافها ولم تبقي منها الجماعة سوى الاسم .

وخلال موسم الاختبارات الحالية أحدثت جماعة الحوثي خروقات للوائح المنظمة لعملية الاختبارات والتي تحظر على الطالب حمل الهواتف واصطحاب أي مرافق إلى قاعة الامتحانات واستخدام الهواتف المحمولة والاتصال بشبكة الانترنت.

تنامي ظاهرة الغش

يقول المواطن أحمد عبدالله لـ"المجهر" يتواجد في قاعات الامتحانات مرافق لكل طالب أو طالبة كما يسمح للطلاب باصطحاب الهاتف المحمول واستخدام شبكة الانترنت للتواصل بالمحيط الخارجي وتلقي الاجابات التي يقوم بإعدادها ونشرها في مجموعات عبر تطبيق الواتساب أساتذة مقابل تلقيهم مبالغ مالية من الطلبة.

فيما أكدت مصادر مطلعة لـ"المجهر" عن حدوث انتعاش كبير لظاهرة الغش وتطور ملحوظ في أساليبها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين كما أشارت المصادر إلى أن الجميع يشاركون تقريباً في هذه الممارسات والتي تهدف نحو تدمير العملية التعليمية وإضعافها من خلال تسريب الامتحانات من داخل القاعات وتلقي الغش عبر تطبيق الواتساب وهي عملية لم تحدث من قبل .

فؤاد سعيد مراقب في أحد المراكز الامتحانية يذكر للمجهر أن مدراء المدارس والمدرسين وأولياء الأمور وعناصر الأمن الحوثية يشاركون في عملية غش الطلبة بتسهيل وتواطؤ واضح من قبل جماعة الحوثي .

ويضيف سعيد أن ما يجري جزء من مساعي الجماعة لتدمير الأجيال والوطن والتعليم ، من خلال تسهيل عملية الغش للطلاب و الطالبات كما يلفت إلى أن الغش بهذه الطريقة يحبط الطلاب الأذكياء ويدمر رغبتهم في المذاكرة و المنافسة والإبداع ويجعلهم يتماهون مع الوضع ويتركون المذاكرة ويعتمدون على الإجابات الجاهزة التي تأتي من خارج القاعات.

تجهيل متعمد

ويرى مراقبون أن تنامي ظاهرة الغش في مناطق سيطرة الحوثيين يعد سياسة ممنهجة لتجهيل الأجيال وتدمير الوطن و أبنائه والقضاء على الوعي المجتمعي واستئصال مظاهر المقاومة والرفض لتواجد الجماعة في تلك المناطق.

ومن الصور المأساوية التي ترافق عمليات الامتحانات في مناطق الحوثيين قيام بعض أولياء الأمور بحمل أسلحتهم الشخصية من أجل حماية الأشخاص الذين يقومون بعملية الغش حسب روايات مواطنين لـ"المجهر".

أساليب مبتكرة

لم يعد الغش مقتصراً على "البراشم" كما كان في الأعوام السابقة بل تطورت أساليبه ويقول معتصم محمد وهو أحد الطلاب المشاركين في الامتحانات بإحدى أرياف تعز الخاضعة لسيطرة الحوثيين لـ"المجهر" بمجرد توزيع نماذج الأسئلة نقوم بتصويرها باستخدام الجوال وارسالها عبر تطبيق الواتساب إلى المعلمين المتخصصين ليقوموا بحلها وندفع لهم مبالغ مالية مقابل حل الأسئلة.

وتتخذ عمليات الغش أشكالاً متعددة وحسب إفادات نشطاء محليين لـ"المجهر" فإن الطلاب وأولياء أمورهم يقومون بالاتفاق مع مدرسين متخصصين ودفع مبالغ مالية لهم مقابل فتح تطبيق الواتساب فور توزيع نماذج الاسئلة والقيام بحلها فور تلقيها وارسالها بشكل مستعجل .

و يقومون بدفع مبالغ مالية لمعلمين مقابل الدخول إلى قاعات الاختبارات لحل أسئلة الامتحانات على السبورة وعلى نماذج الامتحانات الخاصة بالطلبة مع مراعاة الاختلاف في النماذج .

ويتم السماح للطلبة بالتجمع قرب بعض في داخل القاعات وإدخال الكتب والملازم بكل حرية وهي ممارسات يبررها البعض بنقص المعلمين وعدم توفر الكتب وعدم حضور الطلاب للمدارس أثناء الدراسة لانشغالهم بالبحث عن الرزق.

مبررات ليست مقنعة بالنسبة لمهتمين ذكروا لـ"المجهر" أن الوضع بحاجة ملحة للحد من الغش ورفضه من قبل الجميع لإنقاذ مستقبل الأجيال كما أشاروا إلى أن الغش يفقد الطلاب الأذكياء روح المنافسة ويعطي المهملين فرصة للتفوق على المجتهدين ويفاقم مشاعر الإحباط في نفوس الآخرين ويشيع ثقافة الإهمال والاعتماد على الغش.

اقرأ أيضا: الدنمارك تقدم مساهمة إضافية لدعم خطة إنقاذ "صافر"