المجهر- وكالات
قالت وكالة رويترز إن إيران كانت تحاول منذ عامين استعادة العلاقات مع السعودية، الدولة العربية ذات الثقل والقوة النفطية الكبيرة.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين إيرانيين قولهما إنّ آية الله علي خامنئي نفد صبره في سبتمبر/أيلول الماضي، حيال بطء وتيرة المحادثات الثنائية واستدعى فريقه لمناقشة سبل تسريع العملية، وهو ما أفضى إلى تدخل الصين.
كما نقلت الوكالة عن دبلوماسي إيراني مشارك في المحادثات قوله إنّ الصين "أبدت استعدادها لمساعدة طهران والرياض في تضييق الفجوات والتغلب على القضايا العالقة خلال المحادثات في عمان والعراق".
وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان إنّ الاستثمارات السعودية في إيران قد تحدث "سريعاً جداً".
وقطعت السعودية العلاقات مع إيران في عام 2016، بعد اقتحام سفارتها في طهران، وسط خلاف بين البلدين بشأن إعدام الرياض رجل دين شيعي بارز.
وعرض الخصام بين القوتين الاستقرار في الشرق الأوسط للخطر، وساعد في تأجيج صراعات بالمنطقة، من بينها تلك الدائرة في اليمن وسورية ولبنان.
ورداً على سؤال ما إذا كان الاتفاق السعودي الإيراني سيكتمل، قال الدبلوماسي الصيني البارز المشارك في المحادثات التي عقدت في بكين وانغ دي، في حديثه مع الصحافيين، إنّ التقارب كان عملية بدون توقعات بأنّ تحل جميع القضايا بين عشية وضحاها.
وكتب مراسل وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) يانغ ليو، على حسابه بـ"تويتر"، أنّ "الشيء المهم هو أنّ يتحلى الجانبان بالجدية لتحسين العلاقات".
وذكر مسؤول سعودي أنّ بلاده، أهم حليف عربي لواشنطن، بدأت في استكشاف سبل لفتح حوار مع إيران قبل عامين في العراق وعمان.
وأدى هذا إلى لحظة فارقة في ديسمبر/كانون الأول، عندما زار الرئيس الصيني شي جين بينغ الرياض. وفي لقاء ثنائي مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أعرب الرئيس الصيني عن رغبته في التوسط لإجراء حوار بين السعودية وإيران.
وقال المسؤول السعودي: "رحب ولي العهد بذلك، ووعد بإرسال ملخص عن جولات الحوار السابقة إلى الجانب الصيني، وكذلك خطة عن الطريقة التي نعتقد أنّه يمكننا بها استئناف هذه المحادثات".
وقال مسؤول إيراني مطلع على الاجتماعات إنّ "الصين كانت الخيار الأفضل بالنظر إلى فقدان إيران الثقة في واشنطن وعلاقات بكين الودية مع السعودية وإيران. كما ستستفيد الصين من شرق أوسط هادئ بالنظر إلى احتياجاتها من الطاقة".
وبعد عقود من عدم الثقة، لن يكون استمرار الاحتكاكات مفاجأةً، إذ قال مصدر إيراني مقرب من نخبة صنع القرار في إيران إنّ "هذا الاتفاق لا يعني أنه لن تكون هناك مشاكل أو صراعات بين طهران والرياض، إنّه يعني أنّه مهما حدث في المستقبل سيكون كل شيء تحت السيطرة".
اقرأ أيضًا: وزير الدفاع: القوات المسلحة على أهبة الاستعداد لاستكمال تحرير اليمن