العليمي يؤكد: معركة استعادة البلد بحاجة إلى اصطفاف وطني حقيقي وبناء جبهة جمهورية

العليمي يؤكد: معركة استعادة البلد بحاجة إلى اصطفاف وطني حقيقي وبناء جبهة جمهورية

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي ثقته العالية بأن استعادة صنعاء، وباقي المدن الخاضعة بالقوة لجماعة الحوثي الإرهابية، صار أقرب من أي وقت مضى.

جاء ذلك في خطاب لرئيس مجلس القيادة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وقال العليمي إن بشائر النصر تلوح في الأفق، وشدد على الحاجة إلى اصطفاف وطني حقيقي، وبناء جبهة جمهورية صلبة، وموحدة، تُنهي الإنقلاب الإمامي، وتُعيد للدولة حضورها، ولليمن دوره، ومكانته.

وهنأ العليمي باسمه وإخوانه أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، الشعب اليمني بمناسبة عيد الفطر، سائلًا المولى أن يُعيد هذه المناسبة الدينية وقد تحقق النصر العظيم، وتبددت سحب الحرب، وانبثق فجر السلام، واستعاد وطننا الحبيب مؤسسات دولته المغتصبة، وأمنه، واستقراره، وسيادته.

وأوضح أن هذه اللحظة أصبحت وشيكة، وأن التحالف الجمهوري بات اليوم أكثر قوة، وعزما، على استكمال معركة استعادة مؤسسات الدولة وانهاء الانقلاب ووضع بلدنا على طريق الاستقرار، والسلام المستدام.

وخاطب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الشعب اليمني قائلًا "هذه هي لحظة استعادة الحق التي لم يكن طريقنا اليها سهلا على مدى السنوات الماضية لولا صمودكم، ودعم حلفائنا الأوفياء".

وتابع: "بفضل ذلك نحن اليوم أكثر ادراكًا لتطلعاتكم، وأولوياتكم من أجل العبور إلى المستقبل، الذي يبدأ بتجاوز آثار الماضي، والخطابات المهزومة، والتفرغ لمعركة استعادة مؤسسات الدولة التي نعاهدكم أنها ستظل هدفًا لا نحيد عنه، وقريبة المنال".

وعبر الرئيس العليمي عن عظيم الامتنان للأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، ومساندتهم الدائمة لليمن في السراء، والضراء، مشيرًا إلى أنهم ضربوا أروع الأمثلة في التضامن، والمواقف المشرفة إلى جانب شعبنا، وتخفيف معاناته، ودعم تطلعاته في الأمن والاستقرار والسلام، والتنمية.

وأشار إلى أنه بفضل دعم الاشقاء، والأصدقاء يواصل مجلس القيادة الرئاسي العمل على أولويات المرحلة الانتقالية بموجب إعلان نقل السلطة، لإدارة الدولة سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا، وإعادة بناء المؤسسات في العاصمة المؤقتة عدن، والمحافظات المحررة، ومساندة الحكومة في تأمين التزاماتها الحتمية، وتعزيز كفاءة البنك المركزي، والمالية العامة، والانتظام النسبي بدفع رواتب الموظفين، رغم الازمة التمويلية الحادة التي صنعتها الهجمات الارهابية الحوثية على المنشآت النفطية.

وأوضح في خطابه: "حرصًا على عدم تكرار نوبات الصراع بين مكونات الشرعية، وعملًا بمبدأ المسؤولية الجماعية، أقر مجلس القيادة الرئاسي، استراتيجية شاملة للتعاطي مع تحديات المرحلة، واستحقاقاتها المستقبلية للمرة الأولى منذ انقلبت الجماعة الإرهابية على التوافق الوطني، كما توجت هذه الفترة بإنجاز المسودة النهائية للقواعد المنظمة لعمل المجلس، وهيئاته المساندة".

ولفت العليمي إلى جهود المجلس الرئاسي منذ تشكيله في السابع من إبريل2022، وبالرغم من تعقيدات المرحلة، في إعادة تنشيط مؤسسات الدولة، وتثبيت الأمن والاستقرار، فضلًا عن الاصلاحات في إطار المؤسستين العسكرية والأمنية، وتعزيز المركز القانوني للدولة في العاصمة المؤقتة عدن، والمحافظات المحررة، وإدارة ملف السلام بكل ومسؤولية، وتعرية الجماعة الحوثية، ودحض سردياتها المضللة، وصولًا إلى هذا التغير الايجابي اللافت في موقف المجتمع الدولي كنقطة تحول نحو العد التنازلي لسقوط مشروع الامامة، وتحرير ما تبقى من الأراضي الواقعة تحت الاحتلال الإيراني.

وجدد الرئيس العليمي التأكيد أن وعي أبناء الشعب اليمني وصبرهم، وتمسكهم بمشروع الدولة، حتى في ذروة غضبهم على صانع القرار، مثل استفتاء حاسمًا على رفض مشروع الإمامة وداعميه، والعمل المتكامل على تعميق عزلة الجماعة، وإبقاء بلدنا حاضرا في المحافل الدولية، كشاهد على إرادة أبنائه، وبناته التي لا تقهر.

وأشار إلى أن مجلس القيادة الرئاسي لم يتردد لحظة واحدة عن الإقرار بجوانب القصور في معالجة بعض الملفات الحيوية، بما في ذلك استمرار التباطؤ في استقرار قيادات الدولة للعمل من الداخل، وتحسين الإيرادات، والحد من آثار التدهور الاقتصادي، والأوضاع المعيشية التي فاقمتها الهجمات الارهابية الحوثية على المنشآت النفطية وسفن الشحن البحري.

وحمل الرئاسي جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن مفاقمة معاناة اليمنيين وجلب العقوبات الدولية، والتصعيد العسكري في البحر الأحمر وباب المندب، واستدعاء ضربات المجتمع الدولي، كرد متوقع على مغامراتها الطائشة وسلوكها الإرهابي وهجماتها وقرصنتها على خطوط الملاحة الدولية، وسفن الشحن البحري، فضلا عن سجلها الملطخ بالعنف، والقتل بحق الشعب اليمني.

كما أكد أن إنهاء هذه المعاناة، وإعادة البلد إلى مكانته الطبيعية كعضو فاعل في محيطه العربي والاسرة الدولية، لن يتحقق الا بتعزيز الاصطفاف الواسع حول المشروع الوطني، والتركيز على جذر المشكلة المتمثلة بالانقلاب على مؤسسات الدولة، ووضع اليمن على طريق الاستقرار، والسلام المستدام.

وشدد على الحاجة الملحة للشراكة الدولية المتكاملة والعمل الوثيق على الأرض مع الحكومة اليمنية لتحرير ما تبقى من ترابها الوطني، ووضع حد لتدخلات النظام الايراني، وحروبه المدمرة في اليمن، والمنطقة، واحلال السلم والامن الدوليين.