المجهر- خاص
أبدت جماعة الحوثي موافقتها للانخراط في حوار مع الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا، غداة عودة وفد الجماعة من الرياض، بعد أيام من المشاورات التي عقدها الوفد مع مسؤولين سعوديين بوساطة عمانية.
جاء ذلك على لسان رئيس المجلس السياسي الأعلى (مجلس الحكم التابع للحوثيين) مهدي المشاط، في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء بالتزامن مع احتفالات الجماعة بذكرى انقلابها في اليمن.
وقال المشاط "نتطلع إلى حوار يمني يمني يفضي إلى الحل السياسي المنشود" في إشارة إلى الأطراف المتحالفة مع السعودية.
ووصف القيادي الحوثي نقاشات وفد الجماعة في الرياض بـ"الإيجابي" مضيفًا "سررنا بما نقله وفدنا الوطني عن القيادة السعودية من الناحية النظرية وتعتبر رسائل وتأكيدات إيجابية ونضعها موضع الترحيب المشروط بسرعة العمل على وضعها موضع التنفيذ".
ودعا المشاط "خصوم الجماعة المحليين" بالعودة إلى جادة الصواب والمضي في السلام واحترام الوطن والشعب.
وأبدى رئيس سياسي الحوثيين جاهزية جماعته لإظهار القوة في موقفها، وهو الأمر الذي تظهر المؤشرات عكسه تمامًا، إذ أن الجماعة رخضت أخيرًا لشروط الرياض، وفق مراقبين.
وفي هذا السياق، يؤكد مصدر دبلوماسي لـ"المجهر" أن وفد الحوثيين لم يذهب إلى الرياض للتفاوض بل لسماع خارطة طريق إنهاء الحرب في اليمن التي تم إعدادها مسبقًا من قبل السعودية بمشاركة إيران.
وأضاف المصدر بأن وفد الجماعة المفاوض عاد إلى صنعاء حاملًا خارطة طريق تتضمن الملفات الإنسانية والاقتصادية والعسكرية والسياسية وملف الحدود.
وأشار إلى أن الرياض تطلب ضمانات من جماعة الحوثيين لبدء تنفيذ تلك الخارطة، وما يؤكد ذلك كلمة رئيس سياسي الجماعة مهدي المشاط التي بدت هادئة، وحملت في مضمونها رسائل طمأنة للسعوديين بأن صنعاء ستكون حليف جيد للرياض والمنطقة.
وأوضح بأن الترتيبات المتسارعة التي أعقبت زيارة وفد الحوثيين المفاوض للرياض، تكشف بأن الجماعة لم تأخذها وقتها للنقاش والأخذ والرد والاستعراض بالتصريحات، الأمر الذي يوحي بوجود ضغوطات دولية واقليمية جعلتها تقبل بجميع الشروط المطروحة.
وأمس الثلاثاء، وصل وفد الحوثيين المفاوض إلى صنعاء قادمًا من الرياض رفقة الوسيط العماني في جولة تفاوض استمرت 5 أيام مع الجانب السعودي لبحث جهود التهدئة في البلاد والبدء في مفاوضات سلام دائم.
اقرأ أيضا: "التشاور والمصالحة" تدعو إلى تشكيل الوفد التفاوضي الحكومي المشترك بشكل فوري