الاثنين 16/سبتمبر/2024
عاجلعاجل

شحنة مبيدات محظورة تابعة لقيادي حوثي رفيع تتسبب في اقتحام مبنى جمارك صنعاء (تفاصيل)

شحنة مبيدات محظورة تابعة لقيادي حوثي رفيع تتسبب في اقتحام مبنى جمارك صنعاء (تفاصيل)

المجهر- خاص

تسببت شحنة مبيدات محظورة تابعة لقيادي ورجل أعمال رفيع في جماعة الحوثيين باقتحام الجماعة لمبنى جمارك صنعاء وإخراج الشحنة بالقوة وتسليمها لمالكها.

وأفادت مصادر مطلعة لـ"المجهر" أن جماعة الحوثيين، اقتحمت مبنى جمارك صنعاء، وذلك بعد إيقافها شحنة مبيدات "صهيونية" محظورة، استوردتها شركة تابعة لتاجر حوثي، ينحدر من محافظة صعدة، المعقل الرئيس للجماعة.

وكشفت وثيقة، اطلع عليها "المجهر"، أن قيادات رفيعة في جماعة الحوثي، أمرت باقتحام  مقر مصلحة الجمارك، بهدف إخراج القاطرة المحملة بالمواد الخطرة بالقوة، بذريعة أنها تنفذ توجيهات قيادات عليا في الجماعة.

وأظهرت الوثيقة الصادرة عن مكتب الجمارك، أن قيادات كبيرة في قوات النجدة التابعة لجماعة الحوثيين، أخرجت في الثامن والعشرين من نوفمبر الماضي، قاطرة محملة بمبيدات سامة من نوع (بروميد الميثيل المحظور والممنوع) تابعة لشركة سبأ العالمية، الخاصة بالتاجر "دغسان أحمد دغسان" المنحدر من محافظة صعدة.

وأوضح البلاغ الموجه من مدير عام جمارك صنعاء، إلى غرفة العمليات المشتركة بالمصلحة، أن قائد كتيبة الخدمات بقوات النجدة التابعة لجماعة الحوثيين نبيل لطف الله، والضابط عبدالله الباردة، اقتحموا ساحة مكتب الجمارك بصحبة طقمين عسكريين مع الأفراد التابعين لقوات النجدة وأبلغوا ضابط أمن الجمرك بأن لديهم توجيهات من علي حسين بدر الدين الحوثي، مدير عام القيادة والسيطرة بوزارة الداخلية بإخراج القاطرة.

وأوضح "وصل قائد قوات النجدة، أبو بدر المراني بصحبة أفراد مسلحين وقاموا بإخراج القاطرة من ساحة الجمرك بالقوة وأخبروا مدير عام الجمرك بأن لديهم توجيهات عليا بذلك ولا يمكن لأحد منعهم عن تنفيذ تلك التوجيهات"، وفق الوثيقة .

وأكد البلاغ أن القاطرة المحملة بشحنة المبيدات "بروميد الميثيل" المحظورة دخلت بدون استيفاء الرسوم الجمركية والعوائد الأخرى، وكذا لا يوجد لها أي تصاريح من وزارة الزراعة والجهات المعنية كونها تحمل مبيدات محظورة.

واحتجزت قوات النجدة التابعة لجماعة الحوثي، نائب أمن الجمارك الضابط محمد جبر، مع اثنين من الجنود التابعين لمصلحة الجمارك وهم الجنديين أكرم الشميري وأحمد جبهان، بسبب قيامهم بتمزيق إطارات القاطرة ومنعها من الخروج، وما زالوا في السجن حتى اليوم.

وأفاد مختصون بأن دخول شاحنة مبيدات منتهية الصلاحية كارثة كبرى، لأنها تعد نفايات كيميائية وأنه تم تهريبها مقابل مبالغ مهولة، مشيرين إلى أن التاجر الذي أدخلها لم يشترها، بل استلم مقابل تخليص بلد المنشأ منها.

وأضافوا أن مثل هذه المواد منتهية الصلاحية، كان يجب احتجازها وإلقاء القبض على التاجر صاحب الشحنة ومحاسبتة ومحاكمته، متسائلين كيف تقوم السلطات في صنعاء بإخراجها من حوش الجمارك بالقوة، معتبرين ذلك جريمة وحادثة مرعبة، قد يترتب عليها آثار سلبية تعود على الموطنيين.

الجدير بالذكر أنه في الآونة الأخيرة، انتشرت في الأسواق اليمنية، مبيدات وأسمدة خطيرة وممنوعة تعود لتجار ونافذين وقيادات في جماعة الحوثيين أبرزهم دغسان أحمد دغسان في ظل انتشار الأوبئة ومرض السرطان.

ووفق المصادر فإن الشركة المستوردة لشحنة المواد الكيمائية بروميد الميثيل، تعود لرجل الأعمال دغسان، الذي تنحدر أصوله لمديرية سحار في صعدة، والذي ارتبط اسمه بتهريب الممنوعات.

وفي وقت سابق، كشف تحقيق استقصائي للصحفي محمد العبسي، الذي اغتيل بصنعاء قبل سنوات، عن تورط قيادات حوثية في فساد قطاع النفط، بينهم دغسان، الذي يملك شركة اويل بريمر، التي كانت تعطي تصاريح وهمية للسفن القادمة من الموانئ الإيرانية.

وتعد مادة بروميد الميثيل، مادة عضوية سامة وهي منتج خطير يدمر الجهاز العصبي للشخص الذي يتعرض لها بشكل مباشر، كما تعتبر سببًا مباشرًا للعديد من الأمراض التي تصيب الأشخاص الذين يتناولون الفواكه والمزروعات التي تتعرض للمادة.

وشهدت مناطق سيطرة الحوثيين في وقت سابق حوادث عدة مماثلة، حيث قتل اثنين من موظفي منفذ جمارك الراهدة في محافظة تعز التابع للجماعة، نتيجة احتجازهم لقاطرة مبيدات محظورة منتهية الصلاحية.

اقرأ أيضا: انفجار في مخزن أسلحة يهز جبل عطان جنوبي غرب صنعاء (تفاصيل)