المجهر- متابعات
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة خلال الساعات الـ24 الماضية، وصل إلى 250، فيما أدانت "حماس" والسلطة الفلسطينية تصريحات نتنياهو بشأن "عمله على ترحيل سكان القطاع طوعاً" إلى بلدان أخرى.
المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، قال في تصريحات نشرها المكتب الإعلامي الحكومي عبر منصة تليغرام؛ "أصيب أكثر من 500 فلسطيني خلال 24 ساعة".
يحدث هذا في وقت يواصل فيه الاحتلال قصف مناطق متفرقة من قطاع غزة، فقد ذكر شهود عيان وقوع إصابات إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في حي الأمل غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة.
كما نفذت طائراته سلسلة غارات على مخيم البريج ومنطقة جحر الديك وسط قطاع غزة وخان يونس جنوبي القطاع. فقد أوضح أن الطواقم الطبية "باتت عاجزة عن تقديم خدماتها للمصابين الذين يصلون المستشفيات"، مبيناً أنها "تتعامل مع حالات إصابة لم تعهدها في الحروب السابقة".
كما أشار إلى أن المستشفيات الواقعة في المنطقة الجنوبية لقطاع غزة وصلت نسبة الإشغال السريري فيها لنحو 350%.
كذلك، لفت القدرة إلى أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع لا تلبي احتياجات وزارة الصحة.
مع بداية الحرب، أعلنت تل أبيب إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة من خلال إسرائيل، لكن بعد ضغوط أممية ودولية سمحت بدخول مساعدات إنسانية محدودة جداً إلى القطاع عبر معبر رفح المصري، والمخصص للمسافرين في المقام الأول، في الـ21 من الشهر نفسه.
وكان القطاع يستقبل يومياً نحو 600 شاحنة من الاحتياجات الصحية والإنسانية، قبل الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أن العدد تدنى إلى متوسط نحو 100 شاحنة يومياً في أفضل الظروف.
في كلمة منفصلة له، كشف المتحدث باسم وزارة الصحة بقطاع غزة، الإثنين، أن 180 نازحة فلسطينية في مراكز الإيواء يضعن مولودهن يومياً في ظروف "غير آمنة"، فيما يعاني نحو 900 ألف طفل نازح من خطر "الجفاف والمجاعة والأمراض"، وذلك خلال مؤتمر صحفي، عقده في مستشفى الهلال الإماراتي بمدينة رفح، جنوبي القطاع.
أضاف القدرة: "إن 50 ألف سيدة حامل في مراكز الإيواء بلا غذاء ولا رعاية صحية، وإن نحو 180 أخرى يضعن مولودهن يومياً في ظروف غير آمنة وغير إنسانية".
وأوضح أن نحو "900 ألف طفل في مراكز الإيواء يعانون خطر الجفاف والمجاعة وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي والأمراض الجلدية وفقر الدم".
كما بيّن أن "70% من مرضى الفشل الكلوي يتعرضون لمخاطر صحية كارثية نتيجة القصف والنزوح وصعوبة وصولهم لخدمة غسيل الكلى، خاصة شمال غزة".
كذلك، أفاد القدرة بأن إسرائيل "تعمدت تدمير مستشفيات شمال غزة، وتركت بذلك 800 ألف نسمة فيها بلا خدمات صحية".
وحذر من أن "الجرحى والمرضى والنساء الحوامل والأطفال الرضع، في مناطق شمال غزة، يتعرضون للموت المحقق".
وطالب "كافة المؤسسات الأممية بالعمل الفوري على تشغيل مجمع الشفاء الطبي بشكل عاجل، ومستشفيات شمال غزة من أجل إنقاذ حياة الجرحى والمرضى".
في سياق متصل، أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الإثنين، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، معتبرةً أن "ما ورد على لسان مجرم الحرب نتنياهو حول عمله مع دول لتمرير مخطط هجرة طوعية لأبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، هو مخطط سخيف"، وذلك رداً على أقوال نقلتها صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية عن نتنياهو، جاء فيها أنه يعمل على تحقيق "الهجرة الطوعية" لسكان غزة إلى دول أخرى.
قالت "حماس" إن ما قاله نتنياهو "محاولة لتسويق أوهام لإطالة أمد العدوان بعد فشله وجيشه في تحقيق أهدافهم، ظاناً أنه يستطيع أن يهرب من استحقاق وقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية".
كما أشارت أيضاً إلى أن "لشعب الفلسطيني المرابط أكد موقفه الحاسم برفض الترحيل والنزوح، وأن لا هجرة ولا خيار سوى الثبات على أرضنا، ولن يسمح لهذا العدو الغريب الدخيل على أرضنا بأن يمرر أي مخطط يطمس فيه قضيتنا أو يبعد فيه شعبنا عن أرضه ومقدساته".
من جهتها، قالت السلطة الفلسطينية، الإثنين، إن اعترافات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول عمله على تحقيق "الهجرة الطوعية" لسكان قطاع غزة إلى الخارج، يستدعي "موقفاً دولياً لوقف هذه الجريمة والحرب"، وذلك في بيان لوزارة الخارجية الفلسطينية.
أضافت الوزارة: "أقوال نتنياهو واعترافاته (…) تستدعي موقفاً دولياً شجاعاً لوقف الحرب فوراً على قطاع غزة، ووقف جريمة التطهير العرقي والتهجير قبل فوات الأوان"، واعتبرت الوزارة هذه الاعترافات بمثابة "صفعة للدول الداعمة لنتنياهو".