قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ إن تصاعد التوترات الإقليمية المرتبطة بالحرب في غزة، وبشكل خاص التصعيد العسكري في البحر الأحمر، أدت إلى تباطؤ وتيرة جهود السلام في البلاد التي تشهد حربا منذ أكثر من تسع سنوات.
جاء ذلك في إحاطة الوسيط الأممي أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، بالتطورات الأخيرة في البلاد بما في ذلك التحديات الاقتصادية الكبيرة وعدم صرف المرتبات.
وقال غروندبرغ إن "حجم التحديات الاقتصادية في جميع أنحاء البلاد هائل. فلم يتم دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية بالكامل، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها أنصار الله (الحوثيون)، ويواجه الناس في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة انقطاعات مطولة للكهرباء وارتفاعًا في الأسعار".
وأضاف "لا يمكن النأي بجهود الوساطة في اليمن عما يحدث. فما يحدث على المستوى الإقليمي يؤثر على اليمن، وما يحدث في اليمن يمكن أن يؤثر على المنطقة".
وذكر المبعوث الأممي إلى اليمن أن "في ظل التحولات الراهنة، أرى أن هناك ثلاثة أمور يجب أن تحدث... أولاً، نحتاج إلى خفض التصعيد على المستوى الإقليمي. دعا الأمين العام إلى وقف نار إنساني فوري في غزة، وأعرب قلقه الشديد إزاء امتداد أكبر لهذا الصراع".
وأكد غروندبرغ "ولأن اليمن ليست مجرد ملحوظة هامشية في حواشي قصة إقليمية أوسع، فإن الأطراف المعنية بحاجة إلى إعادة تركيزهم على حماية التقدم الذي تم تحقيقه حتى التوصل الى اتفاق".
ودعا الأطراف اليمنية إلى "وقف التحريض العلني والامتناع عن استغلال الفرص العسكرية داخل اليمن... فالتصعيد في اليمن هو خيار مكلف للغاية سيدفع ثمنه اليمنيون بالمزيد من فقدان الأرواح وسبل العيش".
وأشار الوسيط الأممي إلى أن "ما زالت الأطراف بحاجة إلى المشاركة في بُنى حوارية مستدامة تحت رعاية الأمم المتحدة لتحقيق هذه الإجراءات ومعالجة غيرها من الأولويات".
وأردف: "الجميع في هذا المجلس يتمتع بنفوذ. ما تقولونه وما تفعلونه مهم. واليمن يستحق انتباهكم الكامل. وبالرغم من اختلاف وجهات النظر، فإن لديكم مسؤولية جماعية لحماية مسار الوساطة وضمان حصول اليمنيين على فرصة حقيقية للسلام".
وتحدث المبعوث الأممي لـ مجلس الأمن: "اليمنيون لا يستحقون ما هو أقل من ذلك. هناك مسار جاذب وبديل عن المضي في الصراع والدمار الاقتصادي. نحن نعمل من أجل التوصل لاتفاق يسمح للأطراف بالالتقاء والتفاوض... وإحداث فارق في حياة الشعب اليمني".
وقال غروندبرغ: "في النهاية، السلام هو مشروع سياسي. لذلك، ينبغي أن يكون الأساس الرئيسي لكل هذا هوعملية سياسية يمنية-يمنية ذات مصداقية ومدعومة دوليًا."