توقع تقرير أمريكي تصاعد الهجمات على شحن النفط في منطقة البحر الأحمر وما حولها، مما يهدد بارتفاع كبير في أسعار النفط، لافتًا إلى أن تعرض الناقلة اليونانية سونيون وسفينة أخرى لم يتم تسميتها بعد للهجوم، يعكس الإجراءات التي اتخذتها عناصر بحرية من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني والتي سبقت هجمات السابع من أكتوبر 2023.
وقال موقع oilprice الأمريكي المتخصص بشؤون الطاقة عن مصدر في الإتحاد الأوروبي إن سلسلة التبادلات العسكرية المكثفة بين منظمة حزب الله المدعومة من إيران وإسرائيل مطلع الأسبوع تتوافق مع نية إيران مواصلة الضغط على إسرائيل وحلفائها الغربيين الرئيسيين من خلال آليات غير مباشرة متعددة بدلاً من العمل المباشر من إيران.
وأضاف أن الحوادث التي وقعت يوم [25 أغسطس] والتي شملت حزب الله والأسابيع السابقة التي تضمنت تصعيد الحوثيين للهجمات في البحر الأحمر تشير إلى الطريقة الرئيسية التي تنوي بها إيران الرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة عليها وعلى وكلائها.
وتابع: "إن استخدام حزب الله والحوثيين لتنفيذ مثل هذه الضربات يضع مسافة بين إيران وإسرائيل حتى لا تستفز بشكل مباشر الراعي الرئيسي لإسرائيل، الولايات المتحدة".
وأوضح التقرير، أنه في بداية مايو 2023 شهد مضيق هرمز وما حوله، استيلاء القوات الإيرانية على ناقلتي نفط في غضون أسبوع، على الرغم من أن الناقلتان "نيوفي و "لا أدفانتج سويت" لم تكن لهما أي علاقة مباشرة بإسرائيل.
وأكد مصدر بالاتحاد الأوروبي، أن إيران لا تزال تسيطر على طريق العبور الرئيسي الذي يمر عبره حوالي 30 في المائة من نفط العالم. ونتيجة لهذين الاستيلاءين، ارتفعت أسعار النفط والتأمين على الشحن، ولو مؤقتا، كما حدث أيضا بعد اختطاف الحوثيين لسفينة جالكسي ليدر في 19 نوفمبر 2023.
وحسب التقرير، فإنه كان من المثير للاهتمام أن نلاحظ حتى في ذلك الوقت أن الارتفاع في أسعار النفط كان محدودا، على الرغم من تهديدات المتحدث باسم الحوثيين، في ذلك الوقت بأن الجماعة تنوي "إغراق" السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر. وبالتالي خلص إلى أنه يمكن قول الشيء نفسه عن هجمات 21 أغسطس 2024 على الشحن.
وأضاف التقرير أن هذا يرجع جزئيًا إلى تجنب المنطقة من قبل العديد من شركات النفط الكبرى التي قررت استخدام طريق رأس الرجاء الصالح الأطول بدلاً من ذلك. ويمكن أن يُعزى ذلك جزئيًا إلى تكثيف الأمن في مياه المنطقة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها نحو نهاية العام الماضي في شكل "عملية حارس الرخاء".
وتم تصميم قوة المهام البحرية المتعددة الأطراف هذه على وجه التحديد للحماية من مثل هذه الهجمات الإيرانية أو الحوثية المستقبلية على شحن النفط في منطقة البحر الأحمر.
وتُظهر بيانات PortWatch التابعة لصندوق النقد الدولي أن متوسط عدد السفن العابرة يوميًا عبر مضيق باب المندب على طريق البحر الأحمر بلغ 23 في الأسبوع المنتهي في 11 أغسطس 2024 مقابل 70 في نفس اليوم من العام الماضي.
وأشار التقرير إلى أن جهود الصين لتهدئة التصعيد المستمر للهجمات في المنطقة جاءت إما بشكل مباشر من قبل إيران أو من قبل وكلائها الحوثيين. وأضاف بالقول بأن بكين، في أعقاب "اتفاقية التعاون الشامل بين إيران والصين لمدة 25 عامًا"، تمارس نفوذًا هائلاً على طهران.
ومن خلال هذه الصفقة وغيرها من الصفقات المماثلة في المنطقة، تتمتع الصين بسيطرة على مضيق باب المندب، الذي يتم من خلاله شحن النفط الخام صعودًا عبر البحر الأحمر باتجاه قناة السويس قبل الانتقال إلى البحر الأبيض المتوسط ثم غربًا.
ولفت التقرير الأمريكي إلى أن إيران قد تعتقد أن المزيد من التصعيد من قبل وكلائها هو الطريقة المثلى للرد على سلسلة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة عليها، بغض النظر عن الضغوط من الصين. وقال إن دعم حزب الله لشن هجمات أكبر ضد إسرائيل سيكون أحد هذه الطرق للقيام بذلك، وكذلك ما وصفه بزيادة العدوان الذي يقوده الحوثيون ضد السفن الغربية في البحر الأحمر وحوله.
كما أشار إلى أن هنالك طريقة أخرى تتمثل في استخدام الحوثيين لشن هجمات على منشآت النفط الرئيسية في المملكة العربية السعودية. ففي المرة الأخيرة التي شن فيها الحوثيون هجمات منسقة كبرى ضد السعودية - في 14 سبتمبر 2019 ضد منشأة معالجة النفط في بقيق وحقل خريص النفطي - انخفض إنتاج النفط السعودي إلى النصف، مما تسبب في أكبر قفزة للدولار الأمريكي منذ عام 1988.