ما بين مرحب ومحذر؛ توالت ردود الفعل الداخلية والخارجية على سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وسيطرة قوات المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق، وسط احتفالات عمت أجزاء واسعة من سوريا، وترقب لما سيحدث في الساعات القادمة.
الأمم المتحدة
أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن في بيان على الرغبة الواضحة التي عبر عنها ملايين السوريين في ترتيبات لمرحلة انتقالية مستقرة وشاملة.
وحث بيدرسن جميع السوريين على إعطاء الأولوية للحوار والوحدة واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في سعيهم لإعادة بناء دولتهم، مضيفا أنه على استعداد لدعم الشعب السوري في رحلته نحو مستقبل مستقر وشامل.
الموقف الأمريكي
أعلن البيت الأبيض -اليوم الأحد- أن الرئيس الأميركي جو بايدن يتابع من كثب الأحداث التي تجري في سوريا، في حين أكد الأردن على أهمية أمن واستقرار جارته، وذلك بعد إعلان فصائل المعارضة سيطرتها على العاصمة دمشق وفرار الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت -في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي- إن "الرئيس بايدن وفريقه يراقبان الأحداث الاستثنائية في سوريا من كثب وهما على اتصال دائم مع شركائنا الإقليميين".
من جهته، قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اليوم الأحد إن روسيا تخلت عن الرئيس السوري بشار الأسد مما أدى لسقوطه، مضيفا أن موسكو لم يكن ينبغي لها أن تحميه من الأصل، وأنها فقدت الاهتمام بالأمر بسبب الحرب في أوكرانيا التي ما كان ينبغي أن تبدأ أصلا.
مواقف غربية
رحبت فرنسا اليوم الأحد بأنباء سقوط حكم الرئيس السوري بشار الأسد ودعت إلى إنهاء القتال وطالبت بانتقال سياسي سلمي في البلاد. وقالت وزارة الخارجية في بيان "الآن هو وقت الوحدة في سوريا".
من جانبها؛ أعربت ألمانيا عن "ارتياحها الكبير" لسقوط حكم الرئيس بشار الأسد في سوريا بعد إعلان الفصائل المعارضة المسلّحة إسقاطه، محذّرة في الوقت عينه من وصول "متشددين" الى السلطة.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيان "يجب على البلاد الآن ألا تسقط بين أيدي متشددين آخرين تحت أي شكل كان. لذلك ندعو كل الأطراف الى تحمّل كل مسؤولياتها تجاه جميع السوريين".
وأضافت "يشمل ذلك حماية كاملة للأقليات الإتنية والدينية مثل الأكراد والعلويين والمسيحيين، وعملية سياسية شاملة تنشئ توازنا بين المجموعات".
فيما قالت نائبة رئيس الوزراء البريطاني أنجيلا راينر "الدكتاتورية والإرهاب يخلقان مشاكل للشعب السوري الذي عانى الكثير بالفعل، كما أنهما يزعزعان استقرار المنطقة. ولهذا السبب يتعين علينا إيجاد حل سياسي وصولا لحكومة تعمل لصالح الشعب السوري. وهذا ما نريد أن نراه".
وتابعت "هذا هو شكل الديمقراطية التي نقول إنها مناسبة للعالم، ونأمل أن يتمتع بها الشعب السوري... إذا رحل الأسد، فهذا تغيير مرحب به، لكن ما سيأتي بعد ذلك لا بد أن يكون حلا سياسيا،ولا بد أن يعملوا لصالح الشعب السوري".
إلى ذلك، كتب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني على إكس "أتابع باهتمام بالغ تطورات الوضع في سوريا. وأناعلى اتصال دائم بسفارتنا في دمشق ومع مكتب رئيسة الوزراء. دعوت إلى اجتماع طارئ في الساعة 10:30 في وزارة الخارجية".
الصين وتركيا
أعربت الصين عن أملها في أن تستعيد سوريا "الاستقرار في أسرع وقت ممكن"،. وأفادت وزارة الخارجية الصينية في بيان بأن بكين "تتابع عن كثب تطور الوضع في سوريا وتأمل في أن تستعيد سوريا الاستقرار في أسرع وقت ممكن".
فيما حثّ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأطراف الإقليمية والدولية على ضمان "انتقال سلس" للسلطة في سوريا، بعد إعلان الفصائل المسلحة إسقاط الرئيس بشار الأسد و"هروبه" من دمشق.
وقال الوزير التركي خلال منتدى الدوحة "علينا أن نعمل بجد، كما ذكرت، علينا أن نعمل مع الشعب السوري، وليس تركيا فحسب، ولكن أيضا الأطراف الإقليميين والأطراف الدوليين لضمان وجود فترة انتقالية جيدة وسلسة، وعدم إلحاق المزيد من الأذى بالمدنيين".
مواقف عربية
المملكة العربية السعودية أعربت عن ارتياحها للخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها لتأمين سلامة الشعب السوري، وحقن الدماء، والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها، داعية المجتمع الدولي إلى" الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، والتعاون معه في كل ما يخدم سوريا، ويحقق تطلعات شعبها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ومساندة سوريا في هذه المرحلة بالغة الأهمية..".
من جهته، أكد الأردن اليوم أهمية الحفاظ على أمن واستقرار سوريا، وذلك بعد فرار بشار الأسد من دمشق وسيطرة قوات المعارضة على العاصمة السورية منهية بذلك حكم الأسد الممتد منذ 24 عاما.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن مصادر حكومية أنه "يجري العمل على تعزيز حالة الأمن والاستقرار في المنطقة".
وبدورها، أكدت الخارجية المصرية "وقوف القاهرة إلى جانب الدولة والشعب السوري ودعمها سيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها". موضحة في بيان أن "مصر تتابع باهتمام كبير التغير الذي شهدته الجمهورية العربية السورية الشقيقة".
ودعت جمهورية مصر العربية "جميع الأطراف السورية بكل توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي والدولي".
وقالت إنها ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين ومد يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق.
وفي الإمارات، قال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات -اليوم الأحد- إن سوريا ليست في مأمن بعد ولا يزال وجود التشدد والإرهاب مصدرا أساسيا للقلق وأضاف أنه لا يعلم إن كان بشار الأسد في الإمارات أم لا.
وقال قرقاش -على هامش منتدى حوار المنامة الأمني في البحرين- إن الأسد لم يستغل ما وصفه بشريان حياة قدمته له العديد من الدول العربية من قبل ومن بينها الإمارات.
مجلس القيادة الرئاسي اليمني هنأ السوريين بـ"إسقاط الوصاية الإيرانية وعودة دمشق للحاضنة العربية"، مؤكدًا دعمه لوحدة سوريّا واستقلالها وسيادتها وإرادة شعبها في الحرية والتغيير وإحلال السلام.
الموقف الداخلي
قال ائتلاف المعارضة السورية -اليوم الأحد- إنه سيواصل العمل من أجل "إتمام انتقال السلطة إلى هيئة حكم انتقالية ذات سلطات تنفيذية كاملة".
وأضاف في بيان "انتقلت الثورة السورية العظيمة من مرحلة النضال لإسقاط نظام الأسد إلى مرحلة النضال من أجل بناء سوريا بناء سويا يليق بتضحيات شعبها".
من جهته، أشاد قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي -الأحد- بـ"لحظات تاريخية" يعيشها السوريون مع سقوط النظام "الاستبدادي" الذي حكم البلاد نحو ربع قرن. معتبرا أن "هذا التغيير فرصة لبناء سوريا جديدة قائمة على الديمقراطية والعدالة تضمن حقوق جميع السوريين".
وصباح اليوم الأحد أعلنت قوات المعارضة السورية إسقاط نظام بشار الأسد "رسميا" بعد نحو 13 عاما من اندلاع الحرب في البلاد أعقاب الثورة السورية 2011، في انهيار متسارع لنظام الأسد أمام عملية ردع العدوان التي أطلقتها الفصائل المسلحة في الرابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت.