المجهر- متابعات
بدأ المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ جولة جديدة في المنطقة بلقاء مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وعدد من أعضاء المجلس في العاصمة السعودية الرياض لمناقشة مسودة اتفاق لتجديد الهدنة الأممية من المتوقع أن يعلن عنها قبيل أو مطلع شهر رمضان.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن جولة مبعوثها الخاص ستشمل السعودية وسلطنة عُمان لمواصلة الجهود المكثفة للبناء على الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة وجلبت الهدوء لمدة عام تقريبا إلى اليمن.
وتسعى واشنطن لتفعيل حراكها الدبلوماسي في المنطقة ووضع لمساتها على اتفاق تجديد الهدنة في اليمن بعد الإعلان عن استئناف العلاقات السعودية- الإيرانية برعاية صينية، الذي لا تبدو واشنطن متحمسة له.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية الأربعاء، إن رئيس مجلس القيادة ومعه أعضاء المجلس استقبلوا مبعوث الولايات المتحدة ليندركينغ، والسفير الأميركي ستيفن فاجن "للبحث في مستجدات الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إحياء مسار السلام في اليمن".
وذكرت الوكالة أن رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي اطلعوا على "نتائج الاتصالات الدولية التي تشارك فيها الولايات المتحدة في ظل تعنت ميليشيا الحوثي الإرهابية إزاء جهود تجديد الهدنة والبناء عليها من أجل إنهاء معاناة الشعب اليمني".
ويرى مراقبون أن الدور الأميركي في الملف اليمني فقد فاعليته نتيجة غياب الرؤية السياسية التي تتعامل بجدية مع مخاوف ومتطلبات الدول الإقليمية، واستناد تحركات واشنطن إلى عناصر غير واقعية تضع الشرعية والحوثيين في كفة واحدة وتتجاهل متطلبات الأمن القومي لدول التحالف العربي.
واعتبر المراقبون أن الاتفاق بين الرياض وطهران وعلى الرغم من عدم فاعليته بشكل عميق في الملف اليمني بالنظر إلى التعقيدات الداخلية لهذا الملف، لكنه سيغير من طريقة التعاطي الدولي والإقليمي.
وقال الباحث السياسي اليمني يعقوب السفياني إن الأطراف الإقليمية تمسك اليوم بزمام الأمور في ما يخص الملف اليمني أكثر من أي وقت مضى، مشيرًا إلى أن الاتفاق الأخير بين السعودية وإيران سيسرع في التوصل إلى اتفاق بين الرياض والحوثيين بعد المحادثات التي انطلقت منذ فترة طويلة.
وأضاف السفياني في تصريحات لـ ”العرب” أن “هناك توجها لتثبيت اتفاق هدنة جديد في البلاد قد يتجاوز الهدنة السابقة ويخشى أن يتضمن مزيداً من التنازلات الخطيرة التي قد تفجر صراعًا جديداً مع الأطراف الرافضة”.
وتابع السفياني: “اللافت اليوم هو دور مجلس القيادة اليمني الذي يبدو منقسم المواقف والرؤى تجاه مسألة الهدنة والتنازلات للحوثيين. وهذه الحالة هي امتداد لخلافات داخلية أخرى ضمن المجلس تتعلق بتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض وتشكيل وفد تفاوضي مشترك يضم المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو الأمر الذي يبدو أنه غير مناسب في الوقت الراهن لبعض الأطراف في المجلس وبعض الأطراف الإقليمية”.
واعتبر الباحث اليمني أن جولات المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في الرياض وطهران تشير بوضوح إلى الدور الذي تلعبه إيران كطرف في الصراع وفي الحل أيضاً في اليمن، وإلى تأثير الجمهورية الإسلامية على الحوثيين.
وأضاف “لا زالت مسقط على ذات المستوى من الأهمية في الوساطة لتحقيق الاتفاق الجديد المتوقع خلال الفترة القريبة القادمة التي يتوقع أن تكون في شهر رمضان”.
وأعلنت إيران على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان خلال استقباله للمبعوث الأممي إلى اليمن إرسال مبعوث إيراني خاص لدعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية في البلاد.
وتسعى طهران لاستغلال التحولات الإقليمية المتوقعة عن الاتفاق مع الرياض من خلال الهروب من صورتها النمطية كداعم أساسي للميليشيات الحوثية ومحاولة الظهور كوسيط إقليمي يستطيع التأثير على الحوثيين دون فرض إملاءات عليهم.
وقال الباحث السياسي اليمني محمود الطاهر في حديث لصحيفة "العرب": "من الانعكاس الإيجابي للاتفاق السعودي- الإيراني على مجريات الملف اليمني، مشيرًا إلى أن التفاؤل الدولي بإحلال السلام في اليمن في ضوء هذا الاتفاق، وإقناع الحوثيين بالدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب، يبدو غير واقعي، لكون إيران تعهدت في أحسن الأحوال فقط بمنع الهجوم على السعودية.
اقرأ أيضًا: رويترز: الإحباط دفع خامنئي لإبرام اتفاق مع السعودية