متابعة خاصة
طالبت الحكومة اليمنية، السبت، بضغوط دولية على جماعة الحوثي لإطلاق سراح المختطفات والمخفيات قسرا من سجون الجماعة.
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية (سبأ) عن وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، قوله إن جماعة الحوثي، اختطفت منذ انقلابها على الدولة، مئات النساء اليمنيات اليمنيات من منازلهن ومقار أعمالهن والشوارع العامة ونقاط التفتيش واقتادتهن للمعتقلات والسجون السرية.
وأوضح الإرياني أن جماعة الحوثي ولفقت للمعتقلات التهم الكيدية، ومارست بحقهن صنوف الابتزاز والتعذيب النفسي والجسدي، والاعتداء الجنسي على خلفية نشاطهن السياسي والإعلامي والحقوقي، في ظاهرة دخيلة على اليمن واليمنيين.
واستعرض الارياني عدد من جرائم الاختطاف والاخفاء التي مارستها مليشيا الحوثي بحق اليمنيات، حيث اختطفت الفنانة وعارضة الأزياء انتصار الحمادي في فبراير 2021 من أحد الشوارع العامة في العاصمة صنعاء، وساومتها بين العمل ضمن شبكة دعارة لاستدراج الشخصيات السياسية والاعلامية، أو المحاكمة بتهمة ارتكاب فعل فاضح، حيث جرى اخضاعها لاختبار فحص العذرية والحكم عليها بالسجن خمس سنوات، وعزلها في زنزانة انفرادية، حاولت الانتحار فيها أكثر من مرة.
وأشار الارياني الى اختطاف ما يسمى جهاز الامن والمخابرات الحوثية القيادية النسوية فاطمة صالح العرولي الخبيرة في حقوق الانسان ورئيس مكتب اليمن لاتحاد قيادات المرأة التابع لجامعة الدول العربية من احد نقاط التفتيش في يوليو 2022، على خلفية منشور انتقدت فيه جريمة تجنيد الأطفال وأوضاع النساء في مناطق سيطرة المليشيا، ومنذ ذلك الحين لم توجه لها أي تهمة، ولم يسمح لها بالتواصل بأسرتها.
ولفت الإرياني إلى أن أسماء ماطر العميسي (32) عام، وأم لطفلين، هي ضحية أخرى لإجرام الحوثيين، حيث تم اختطافها من أحد النقاط واخفائها قسرا في 7 اكتوبر 2016، وإصدار حكم بإعدامها تعزيرا، تم تخفيفه إلى عقوبة السجن، في ظل تقارير عن تدهور وضعها الصحي جراء الإهمال الطبي، والتهديد المتكرر بالتصفية الجسدية.
وأضاف أن جماعة الحوثي أصدرت أحكاما بالإعدام رميا بالرصاص مع التعزير بحق الناشطة الحقوقية زعفران زايد رئيس منظمة تمكين، وحنان الشاحذي والطاف المطري، بتهم التخابر والتعاون مع الحكومة الشرعية، على خلفية نشاطهن الحقوقي ومواقفهن وارائهن السياسية المناهضة له.
وأشار إلى إن الإحصائيات التي وثقتها منظمات حقوقية متخصصة تفيد أن عدد النساء المختطفات في معتقلات مليشيا الحوثي منذ الانقلاب بلغ نحو (1700) امرأة بينهن حقوقيات واعلاميات وصحفيات وناشطات، لا يزال المئات منهن قابعات خلف القضبان، فيما تم إطلاق المئات بعد الضغط على أهاليهن وأخذ تعهدات منهم بعدم مشاركتهن في الاحتجاجات المناهضة للمليشيا او الكتابة في وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
وأردف "كشف تقرير حقوقي صادر عن "تحالف من أجل السلام في اليمن" عن ارتكاب الحوثيين أكثر من (1893) واقعة اختطاف وتعذيب واغتصاب ضد النساء من ديسمبر 2017 حتى أكتوبر 2022، بينها اختطاف (504) في السجن المركزي بصنعاء، و(204) فتيات قاصرات، و(283) حالة إخفاء قسري في سجون سرية، و(193) حكم غير قانوني بتهم التجسس والخيانة وتكوين شبكات دعارة والحرب الناعمة.
ولفت إلى تشكيل جماعة الحوثي فصيل أمني خاص من عناصرها النسائية "العقائدية" تحت مسمى "الزينبيات" على غرار وحدة الأمن النسائية في إيران "فراجا"، وأوكلت لها مهام قمع الاحتجاجات النسائية ومداهمة المنازل واختطاف لمنخرطات مجال السياسية والاعلام والمجتمع المدني، والتجسس على الجلسات النسائية، والمشاركة في التحقيقات والتعذيب الذي تتعرض له المعتقلات في السجون السرية، وحشد الطلاب والطالبات من المدارس وغسل عقولهم بالأفكار الارهابية.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن بتحرك حقيقي وفاعل لإجبار الحوثيين، على إطلاق كافة المختطفات والمخفيات قسرا في معتقلاتها غير القانونية، واللاتي يعشن اوضاعا مأساوية جراء ظروف الاعتقال والمعاملة المهينة والقاسية، والحرمان من الرعاية الصحية وابسط مقومات الحياة.